الهديل

خاص الهديل: هدف بايدن من خطة المرحلة الثالثة: إنقاذ الجيش الإسرائيلي من وحول غزة واغراق نتنياهو بها..

خاص الهديل:

منذ قدوم مستشار الأمن القومي الأميركي سوليفان إلى إسرائيل، ويتصدر المشهد السياسي الأميركي والإسرائيلي، الكلام عن انتقال الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة.. 

ويعود الفضل في إطلاق مصطلح المرحلة الثالثة إلى سوليفان الذي ناقش مع كابينيت الحرب نظرية الانتقال من الحرب العسكرية ضد حماس إلى الحرب الأمنية والاستخباراتية.. وبنظر سوليفان فإن الحرب الأمنية التي أسماها بالمرحلة الثالثة توجب على الجيش الإسرائيلي التموضع على أطراف غزة، وتنطلق منها لتنفيذ عمليات نقطوية أمنية ضد قادة ومخازن حماس، الخ.. 

ببساطة فإن “فكرة المرحلة الثالثة”، هي الإسم الخفي لعنوان فشل الحرب العسكرية البرية والبدء بإنهاء هذه الحرب وفق الإخراج الأميركي وليس وفق إخراج نتنياهو!!.

ونقطة البداية داخل منظومة فكرة سوليفان عن ضرورة إعلان البدء بالمرحلة الثالثة، تتمثل بأن صناع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل وأميركا، باتوا يدركون بأنه لم يعد هناك داخل غزة أهداف واقعية للجيش الإسرائيلي يستطيع إنجازها، بل كل ما بات موجود داخل غزة الآن، هو كمائن عسكرية تنصبها حماس، وتحقق أهدافاً لكتائب القسام وليس للألوية الخاصة الإسرائيلية..

.. وعليه فإن كل فكرة “المرحلة الثالثة” لسوليفان ليست إلا مجرد محاولة للإيحاء بأن الجيش الإسرائيلي يتحرك في غزة وفق خطة مدروسة ومحكمة؛ وأنه لا صحة لمعظم التقارير العسكرية التي تقول أن إسرائيل تتخبط عسكرياً داخل غزة، وأن الجيش الإسرائيلي في توغله البري، يراوح مكانه منذ عدة أسابيع..

والواقع أن خطة دخول إسرائيل بالمرحلة الثالثة، أو ما بات يعرف بخطة سوليفان، لا يوجد لها فوق ميدان غزة أي مستمسك مادي أو أي مبرر منطقي لوجستي استراتيجي أو حتى تكتيكي؛ أولاً لأن الجيش الإسرائيلي لم ينجح بعد بتنفيذ المرحلة الثانية (وهي السيطرة داخل غزة)، حتى يبدأ المرحلة الثالثة، وهي “الإطباق على مواقع حماس داخل غزة”..

..وثانياً لأن الجيش الإسرائيلي لم يحقق خلال المرحلة الأولى من هجومه على قطاع غزة، إلا هدف القتل والتدمير الأعمى فيه؛ وعدا ذلك، لم يحقق أي هدف على صلة بإنجاز “مهمة التمهيد الناري” الذي ادعى كابينيت الحرب الإسرائيلي أن الجيش ينفذها ضمن سياق المرحلة الأولى من حربه على غزة التي سبقت بدء توغله البري. 

ومن كل ما تقدم، يفاد أن خطة سوليفان بخصوص التوصية بالإعلان عن أن الحرب الإسرائيلية على غزة انتقلت من المرحلتين الأولى والثانية إلى المرحلة الثالثة، ليست في الواقع إلا قنبلة دخانية هدفها الأساس وضع سلم هبوط للجيش الإسرائيلي كي ينزل بسلاسة عن شجرة غزة القاتلة له.. 

وتجدر الاشارة هنا إلى أن سوليفان يريد من وراء خطة الانتقال للمرحلة الثالثة، تحقيق هدفين إثنين كبيرين مركبين: 

الأول عسكري، وغايته إنقاذ الجيش الإسرائيلي من ورطة غزة عبر رسم مخرج غير مهين له، وعبر منع تورطه أكثر داخل مستنقع “جبل النار”..

والهدف الثاني سياسي، ويتمثل بأنه في الوقت الذي تريد فيه خطة المرحلة الثالثة إنقاذ الجيش الإسرائيلي من وحل غزة؛ فهي بنفس الوقت تريد التعجيل بإغراق نتنياهو بوحول النتائج السياسبة لحرب غزة.. وهذا ما يفسر لماذا يصر الفريق الأميركي داخل الكابينيت (بيني غانتس) على التعجيل بإعلان الانتقال للمرحلة الثالثة، فيما نتنياهو يثابر على رفض البدء بتنفيذ هذه الخطة؛ والقول مرة بعد المرة أنه مستمر في معركة بلا مراحل حتى القضاء على حماس، وهو الهدف الذي بات حتى الإعلام العبري يسميه بالهدف المستحيل. 

ويحاول نتنياهو حالياً إبعاد شبح خطة المرحلة الثالثة عنه، من خلال استبدالها واقعياً وفوق الميدان، بخطة معركة خانيونس التي يجهد (أي نتنياهو) لتصويرها بأنها معركة كل غزة، وأنه يكفي الحسم فيها حتى يتم إعلان النصر الإسرائيلي في كل حرب غزة.. 

.. غير أن فكرة نتنياهو بتصوير خانيونس بأنها ترمز لكل ميدان غزة، تواجه تسخيفاً من قبل فريق غانتس داخل الكابينيت الذي بدأ يعلن من جهة أنه صار ملحاً تطبيق خطة سوليفان عن إعلان البدء بالمرحلة الثالثة؛ ويعلن من جهة ثانية أنه بمجرد الإعلان عن بدء المرحلة الثالثة، فإن هذا سيستتبعه انسحاب غانتس من الكابينيت لينتقل مع لابيد إلى صفوف المعارضة السياسية التي تطالب باستقالة نتنياهو!!،..

Exit mobile version