الهديل

خاص الهديل: طبول الحرب الإسرائيلية ضد لبنان: معركة حسم حرب غزة ستجري في “الضاحية الجنوبية” وليس في “خانيونس”!!

خاص الهديل:

السؤال الرئيسي الذي يتم طرحه بشكل جدي مع بداية العام الجديد هو هل تبادر تل أبيب إلى ارتكاب حماقة توجيه ضربة عسكرية إلى حزب الله في لبنان وخارجه؟؟.

هذا السؤال اكتسب في الآونة الأخيرة جدية كبيرة نتيجة مجمل تطورات استجدت؛ بعضها معلن وبعضها يتفاعل وراء الكواليس الإسرائيلية والغربية..

وفيما يلي جردة بأبرز المعطيات المستجدة والتي جميعها تؤشر إلى وجود إمكانية جدية بخصوص شن إسرائيل حرباً واسعة ضد لبنان وتوجيه ضربة عسكرية كبيرة لحزب الله في لبنان وخارج لبنان:

وأبرز هذه المعطيات هي التالية:

– أحد أبرز الأسباب التي حدث بشأنها خلاف مؤخراً بين إدارة بايدن ونتنياهو، هو رغبة الأخير بشن حرب واسعة على حزب الله، فيما واشنطن تنصح بتجنب هذا الأمر، وانتظار نتائج الخيار الدبلوماسي الذي سيقوده آموس هوكشتاين خلال زيارته المرتقبة لبيروت بعد أيام.

يدور الخلاف بين نتنياهو وادارة بايدن حول التالي: نتنياهو يطالب بضرورة إبعاد حزب الله نحو ٣٠ كلم إلى ما وراء الحدود اللبنانية مع إسرائيل؛ فيما إدارة بايدن تطرح إبعاده لمسافة ٢ إلى ٣ كلم، وترى أن المطلب الإسرائيلي (٣٠ كلم) غير قابل للتنفيذ.. ولكن نتنياهو يرى أن هذا المقترح الأميركي (٢ إلى ٣ كلم) ليس أكثر من “حل إعلامي” للوضع القائم على الجهة اللبنانية من الحدود الشمالية، وهو حل لا يحقق الهدفين الرئيسيين لإسرائيل، وهما: الأول هندسة واقع عسكري وأمني جديد على حدود لبنان الشمالية مع إسرائيل، يقنع ٢٢٠ ألف مستوطن نازح بالعودة إلى مستوطناتهم الحدودية الشمالية. الثاني ضمان عدم حصول مفاجأة عسكرية يقوم بها حزب الله ضد المستوطنات الحدودية الشمالية، تكرر مفاجأة حماس يوم ٧ أكتوبر لمستوطني الحدود الجنوبية..

والواقع أن التطور الذي سيكون حاسماً لجهة كيف سينتهي الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول الموقف من الجبهة الشمالية، مرتبط بما ستسفر عنه نتائج زيارة هوكشتاين المتوقعة، بعد أيام لبيروت؛ ففي حال وافق حزب الله على “الحل الإعلامي الأميركي” كما يصفه نتنياهو (أي سحب عناصره لمسافة ٣ كلم إلى وراء خط الحدود)؛ فهذا سيعني أن الحزب سيحصن نفسه ضد رغبة نتنياهو بتوجيه ضربة كبيرة له، كون موافقته على المقترح الأميركي ستزيد الخلاف بين إدارة بايدن وإسرائيل التي سترفض الاكتفاء بحل ٣ كلم الذي توصل إليه هوكشتاين، وذلك لمصلحة تمسكها بالحل الأقصى الإسرائيلي الذي يريد إبعاد الحزب عن الحدود لمسافة ٣٠ كلم.

وبنفس الوقت فإن حزب الله – بحسب معلومات – لن يوافق حتى على الحل الإعلامي الأميركي، بل سيضع أمام هوكشتاين المعادلة التالية للحل: بمقابل إنشاء المنطقة الامنية الموجودة حالياً فوق الارض اللبنانية (منطقة الـ١٧٠١)، يجب إنشاء منطقة مشابهة خالية من الجيش الإسرائيلي داخل الأرض المحتلة الفلسطينية المحاذية للحدود اللبنانية.

وترى بعض المصادر أن زيارة هوكشتاين قد تنتهي على مشكلة كبيرة، وليس على حل؛ وتذهب هذه المصادر أبعد من ذلك حيث تقول أن عدم مجيء هوكشتاين في هذه المرحلة أفضل من حضوره؛ لأن فشله سينفخ في رياح الحرب بين إسرائيل ولبنان، وسيزيد من تعقيد الوضع القائم حالياً على الحدود بين لبنان وإسرائيل!!

– تسربت في الآونة الأخيرة معلومات تقول أن نتنياهو برر لبايدن خطته لشن حرب كبيرة على لبنان بالتالي؛ أولاً لأنه داخل الضاحية الجنوبية في بيروت توجد القيادة العملياتية الرئيسة لحرب حماس والجهاد وإيران وحزب الله في غزة؛ وعليه فإنه لا يمكن حسم حرب غزة، وتحقيق هدف القضاء على حماس، دون القضاء على غرفة قيادة حماس العسكرية الرئيسة الموجودة في الضاحية الجنوبية ببيروت، وذلك تحت حماية حزب الله وبغطاء كامل من طهران.. ويرى مراقبون أن المستوى العسكري الإسرائيلي المؤيد للحرب على لبنان؛ بدأ يميل لنظرية تقول أن معركة الحسم في حرب غزة ستجري في الضاحية الجنوبية وليس في خانيونس؛ وثانياً، الحل الدبلوماسي كما تطرحه أميركا لا يوفر حلاً واقعياً بل حلاً إعلامياً، ويمهد الطريق موضوعياً أمام حدوث ٧ أكتوبر ثانية بعد فترة في الشمال، ما يؤدي إلى إدخال المنطقة بمخاطر حرب إقليمية تحدث بتوقيت إيران؛ فيما الحرب الآن يمكن أن تحدث بتوقيت واشنطن وتل أبيب.

– تنقل وكالة اكسيوس عن مصدر إسرائيلي كبير قوله أن نتنياهو أبلغ الفرنسيين والأميركيبن أن قرار توجيه ضربة عسكرية واسعة لحزب الله اتخذ ولا رجوع عنه وأصبح قريباً جداً، وأنه لم يعد مقتنعاً بأي حل دبلوماسي مع حزب الله، يحمله هوكشتاين أو لودريان؛ وأن توقيت الضربة سيكون بالوقت الملائم عسكرياً..

وتقول ذات هذه المصادر أن نتنياهو زعم لواشنطن أنه يضمن نجاح الضربة العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد حزب الله، لأن العبر المستخلصة من حرب الـ٨٠ يوماً معه الجارية على الجبهة الشمالية، تفيد بأن الحزب لديه ضعفاً عسكرياً بنيوياً، ما يُمكن الجيش الإسرائيلي من خوض حرب ناجحة ضده!!

Exit mobile version