من سيكون خليفة العاروري بعد إغتياله في بيروت؟ تقريرٌ إسرائيليّ يُعلن!
تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن الخلف المحتمل لصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية بعد اغتياله في لبنان، مشيرة إلى أنه ربما يكون القيادي زاهر جبارين.
وقالت الصحيفة إن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان جبارين، الذي يعتبر العقل الاقتصادي لحماس، “سيحل محل العاروري أم لا”، لافتة إلى أن هناك احتمالاً آخر أن يحل محله القيادي أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان منذ 25 عاماً.
إمبراطورية حماس الاقتصادية
وذكرت الصحيفة أن الجبارين عندما كان مراهقاً في فترة الثمانينات يقود خلية لحماس، طلب من والدته المال لشراء الأسلحة، والآن أصبح يشرف على إمبراطورية اقتصادية تقدر الولايات المتحدة الأميركية قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، موضحة أن تلك الإمبراطورية تمول أنشطة حماس.
دور جبارين
وفقاً للصحيفة، يدير جبارين البالغ من العمر 55 عاماً العلاقات المالية لحركة حماس مع إيران، ويتولى، بحسب مصادر أميركية وإسرائيلية، تحويل الأموال من طهران إلى قطاع غزة، وهو مسؤول أيضاً عن سلسلة من الشركات التي تحول الدخل المنتظم إلى حماس، فضلاً عن إدارة شبكة من المؤيدين ورجال الأعمال الذين يحولون الأموال إلى الحركة.
وتلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أن تأثير جبارين على الشؤون المالية لحركة حماس كبير للغاية، لدرجة أن المسؤولين الأمنيين السابقين والحاليين في إسرائيل والولايات المتحدة يعتقدون أنه هو الذي مكن الحركة من دفع ثمن الأسلحة ورواتب المقاتلين لتنفيذ عملية 7 تشرين الأول.
وكان جبارين مقرباً من العاروري الذي تم اغتياله في بيروت، الثلاثاء الماضي، حيث ساعد الاثنان في إنشاء الذراع العسكري لحماس في الضفة الغربية، وكانا مقربين أيضاً من إيران.
مخاوف إسرائيلية
وذكرت الصحيفة أن هناك مخاوف إسرائيلية من أنه حتى لو تم تدمير القدرات العسكرية لحماس، فإن الإمبراطورية الاقتصادية للحركة ستبقى سليمة، حيث تمكن جبارين لسنوات، على الرغم من العقوبات، من استخدام أنظمة مالية لتأسيس شركات وتحويل أموال إلى القطاع.
ونقلت عن تقرير نُشر بصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن جبارين يدير مكتباً لحماس في اسطنبول، ولديه ممتلكات في العديد من الشركات، بما في ذلك تلك المتداولة في البورصة التركية، مشيرة إلى أنه صرح في مقابلة سابقة “إنه لشرف لي أن أقوم بتمويل حماس”، لكنه نفى أن يكون هو المسؤول عن تحويل الأموال.
وقال جبارين إن حماس على اتصال مع العديد من الدول، بما في ذلك إيران وروسيا والجزائر وتركيا، مضيفاً أن “جناح القسام له ارتباطاته الخاصة التي تختلف عن ارتباطات الجناح السياسي”، محاولاً النأي بنفسه عن الجناح العسكري لحماس، أي كتائب عز الدين القسام.
تاريخ جبارين
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جبارين الذي نشأ في الضفة الغربية، قاد وحدة شبابية في الانتفاضة الأولى، وله الفضل في تجنيد المهندس يحيى عياش في صفوف حماس، كما شارك في التخطيط لعملية أسر الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو وقتله، وكان مسؤولاً أيضاً عن التخطيط لسلسلة من العمليات الأخرى.
ولفتت يديعوت إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” اعتقل جبارين عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى 35 سنة أخرى، وفي السجن تعلم اللغة العبرية وحصل على شهادة جامعية، ولكن في عام 2011 تم إطلاق صراحه في إطار صفقة جلعاد شاليط.
وذكرت أنه قام بتحويل ملايين الدولارات إلى حماس في السنوات الأخيرة من خلال نظام مالي خاص، ومؤخراً من خلال العملات المشفرة، ووفقاً لمسؤولين أمريكيين وفلسطينيين، تم تحويل الأموال عبر بيروت وإسطنبول ومراكز الأعمال الإقليمية، قبل أن تصل إلى غزة