د. حمد الكواري: تحية لمثقفي العالم ذوي الضمائر الحية
* أي دور لل”المثقف العربي” في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتهجير قسري؟
* تحية لمثقفي العالم ذوي الضمائر الحية
لا ننكر أن الكثير من المثقفين العرب يبذلون كل جهدهم للقيام بمسؤوليتهم العربية والأخلاقية..
ولكن ما زال هناك المزيد المطلوب من الكاتب والفنان والموسيقي في هذه اللحظة التاريخية التي تستدعي حضورهم وقيامهم بواجبهم، ما يجعلنا نؤكد على وظيفة المثقف العربي ودوره في الأزمات التي تتعرض لها أمّته.
لقد دفع الكثير من الإعلاميين ثمنا باهضاًَ بالتضحية بحياتهم وحياة عوائلهم في سبيل إنارة الحقيقة؛ بشكل لم يسبق في حروب استمرّت سنوات. فتحية إجلال وتقدير.
ونحيي مثقفي العالم من ذوي الضمائر الحية من شتى الأجناس والأديان والعقائد، فالفضاء مليء بمشاركاتهم المعبرة عن الضمير الإنساني وبكل لغات العالم.
أليست الأزمات هي المحك الحقيقي لدورهم الطلائعي؟
وما معنى الكتابة والفنون والموسيقى إن لم تكن وسيلة للدفاع عن الإنسان؟
أليس للمثقف، كما قال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، “دور الشاهد الذي يشهد على أمر مرعب لم يكن ليُسجَّل لولاه”؛ فهل نحُمّل المثقف العربي هذا الدور؟ أم أن هناك عقبات تحول دون قيامه بدوره؟ أم أن كل مثقف ما هو إلا بوق لنظامه السياسي؟
إننا ننتظر المزيد من الكتاب والمبدعين العرب، فقد اعتقدنا أن الدم الفلسطيني هو حبر كتاباتهم في هذه المرحلة وصبغ ألوانهم وجزء من مشهدية أعمالهم الدرامية والفنية، فالمثقفون ليس بوسعهم أن يتخلوا عن وظيفتهم ودورهم في نصرة شعوبهم وشعوب الإنسانية.
وإذا ما قال الشاعر معين توفيق بسيسو (توفي 1984): “إنني شعرت بأن السوط قد رسم خارطة فلسطين على ظهري”، فإنّ العدوان الغاشم رسم في ذاكرتنا وكتاباتنا خارطة الوجع الفلسطيني وحان موعد استفاقة المثقفين العرب ليحملوا هذا الوجع مثلما حمله غيرهم في عقود سابقة لتكون فلسطين بوصلة إبداعهم.