مع وصول المنخفض الجوي, كثرت التحذيرات من قوّة وخطورة هذا المنخفض على اعتبار أنه سيحمل معه رياح قوية وأمطار طوفانية لا سيّما في مرحلة الذروة أي يومَي الجمعة والسبت المقبلين.
هذه التحذيرات أعادت اللبنانيين بالذاكرة إلى الشتوة الأخيرة التي أغرقت الكثير من المناطق لا سيّما في بيروت التي أعلنت بلديتها أمس عن إجراءات إستباقية لإحتمال تكرار السيناريو نفسه.
في هذا السياق, شدّد رئيس دائرة الأرصاد الجوية في مطار بيروت عبد الرحمن زواوي أن “ما يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط منخفض جوي وليس بعاصفة, على اعتبار أن سرعة الرياح لا تتخطّى الـ 65 كلم اليوم الأربعاء, على أن تصل يوم الجمعة كحد أقصى إلى 75 كلم في المناطق الشمالية”.
ولفت إلى أن “كمية الأمطار ستكون غزيرة أحياناً وليست باستمرار, إلا أن درجات الحرارة ستنخفض تدريجياً, الأمر الذي يؤدي إلى تساقط الثلوج على الجبال التي تعلو عن سطح البحر 1400 متر يوم الجمعة”, مشيراً إلى أن “الثلوج تتساقط اليوم على الجبال التي تعلو عن سطح البحر 2000 متر, ويوم غد الخميس على إرتفاع 1700 متر”.
وأكّد أن “ما يسيطر على لبنان منخفض جوي طبيعي بالنسبة لشهر كانون الثاني, وليست عاصفة كما يشاع, لعدّة اعتبارات:
– سرعة الرياح لن تتخطّى الـ 75 كلم/س, وفي حالة العاصفة يجب أن تتخطّى الـ 90 كلم/س.
– الأمطار الغزيرة لن تكون متواصلة على مدى ثلاثة أيام.
وفي حالة العاصفة يجب أن يكون هنالك ثلوج على إرتفاعات منخفضة”.
وكشف زواوي, عن أن “كمية الأمطار المتوقّع هطولها بشكل عام ستترواح ما بين الـ 100 والـ 120 ملم”, لافتاً إلى أن “المنخفض ينحسر يوم الإثنين المقبل”.
وأشار إلى أن “الأمطار ستبلغ ذروتها يومَي الجمعة والسبت, ولا يمكننا توقّعها, على اعبتار أن هناك مفاجآت, كما حصل سابقاً بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي, حيث تشكّلت غيوم ركامية بشكل غير متوقّع, الأمر الذي يؤدي إلى تساقط كميات أمطار كبيرة في مكان معيّن ومحدّد”.
وهل سيناريو الفيضانات سيتكّرر؟ أجاب: “من الممكن أن يتكرر في حال غيمة من الغيوم الركامية تشكّلت في نقطة معيّنة, ونحن كدائرة الأرصاد الجوية علينا تحذير المواطنين, عند اشتداد البرق والرعد بكثافة بأن لا يخرجوا من المنازل”.
وشدّد على أن “غزارة الأمطار, أمر غير منضبط, فلا يمكن القول أننا لن نشهد غزارة أمطار, إلا أنه على الأرجح سيحمل هذا المنخفض امطاراً أخف من السابق, لا سيّما أننا دخلنا في فصل الشتاء, والفوارق بالطبقات العليا من الأتموسفير, وطبقات سطح البحر تضعف, إنّما في فصل الخريق الفوارق تكون أكبر بين الطبقات العليا والطبقات المنخفضة”.
وإذ طمأن زواوي, في الختام, “المواطنيين, بأن ما سيحصل خلال هذا المنخفض لن يكون أسوأ مما مضى, على اعتبار أن الغيوم الركامية التي تحمل كميات من الأمطار الغزيرة متواجدة في فصل الخريف أكثر, لأن درجات مياه البحر تكون أعلى, الأمر الذي يساهم بتبخّر أكثر وأسرع, وبالتالي الأمطار ستكون طبيعية”.