الهديل:
أصدر قائد شرطة بيروت العميد أحمد عبلا قراراً بمنع الصيد في منطقة عين المريسة وتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين على كامل كورنيش عين المريسة، بعد إصابة أحد ضباط الأجهزة الأمنية أثناء صيد أحد الهواة.
هذا ما جناه أحد هواة الصيد
بعيداً عن خطأ هذا القرار من صوابيته، على ردود فعلنا أن نكون منطقية وبعيدة عن الشعبوية، فنحن أمام قرار قد لا يعجب الكثيرين وقد يعتبر مضراً للكثيرين من الذين يعتاشون من الصيد ونحن ندرك تماماً بأن هؤلاء يقتاتون باليومية، وهو بالتأكيد قرار مجحف بحقهم ولا يمكن لمسؤول سياسي أو أمني أن يحمل على عاتقه قراراً يمكن أن يقطع أرزاق الكثير من الصيادين.
ولكن هذا لا يعني بأن لا تكون الدولة وأجهزتها الأمنية غير حاضرة بل على العكس يجب أن تكون الرادع والوازع للهواة من الصيادين، التي عليها واجب التفريق بينهم وبين محترفي الصيد من أجل حماية المواطن الذي يتجول على كورنيش عين المريسة ليشعر بالأمان والاطمئنان على نفسه وعلى عائلته .
وحتى لا يمنع المواطنون اللبنانيون المحدودي الدخل أو هواة الرياضة والسائحون، متعة الجلوس أو السير وممارسة الرياضة على كورنيش عين المريسة، بل كل ما في الأمر أن الصيادين من الهواة اللذين يمكن أن يلحقوا الضرر بالمواطن اللبناني هم اللذين سيمنعون من الصيد على الأرجح، من أجل أن لا تتحول جلسة عائلية على الكورنيش إلى مأساة، وأن لا تتحول حياة الرياضيين إلى كارثة.
إن القوى الأمنية لن تحجب هواء عين المريسة عن أهل العاصمة ولكن جل ما سوف تفعله، هو منع هواة الصيد من أذية رواد المكان، الذي يعتبر المتنفس الوحيد لأهل العاصمة.
لا شك بأن العميد أحمد عبلا يتمتع بالوعي والمناقبية التي ستجعله يوازن ما بين مصلحة الصيادين من جهة وحاجة المواطنين لارتياد الكورنيش من جهة أخرى، وذلك عن طريق منع الهواة من الصيادين من إلحاق الاذى بهذا اللبناني الذي اعتاد على تنشق هواء كورنيش عين المريسة النقي.