د. حمد الكواري:
تراث غزّة هو جزء من تراث الإنسانية الذي لا يتجزأ!!
حاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة
محمود درويش
لازمني الاهتمام بالتراث منذ بداية حياتي العملية واعتبرت التراث من الكلمات المفاتيح لـ”إعمار العقول” وأختِرْتُ رجل التراث العربي عام 2015.
وعملت مندوباً في اليونسكو ثم في الأمم المتحدة مما وسع مداركي وصلتي بالتراث العالمي .
وجاء ترشيحي لليونسكو، فجعلت من حماية التراث الإنساني أحد ركائز برنامجي.
ولذلك أشعر بمسؤولية جسيمة تجاه المحافظة على التراث .
واتفاقيات التراث العالمية تجعل من تدمير التراث جريمة حرب .
ومنذ حرب التدمير التي بدأت في غزة بعد السابع من اكتوبر، كان هذا شاغلاً رئيسياً لدي، ولدى المعنيين بالتراث، فحماية التراث “قضية” وليس شعاراً صورياً ومجرد اتفاقيات في ملفات محفوظة على الأرفف.
خاصة أن غزة مدينة عريقة ورغم صغر حجمها إلا أنها حافلة بمراكز ومواقع تاريخية منذ أقدم العصور .
لننظر في ذاكرة غرّة علّ العالم يستعيد جزءا من ذاكرته من جديد، فحسب ما تناقلته مصادر موثوقة أنه حتى الآن تم تدمير من 200 إلى 325 معلماً تاريخياً وأثرياً مسجلاً في غزة ضمن التراث الإنساني .
يعود بعضها للعصور الفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، ما بين التاسع قبل الميلاد والقرن السابع الميلادي، لذلك يسعى التدمير لمحو التاريخ الفلسطيني .
على سبيل المثال لا الحصر
-
مركز المخطوطات القديمة الإداري وسط غزة.
-
مركز المخطوطات في خان يونس ودير البلح.
-
كنيسة بيزنطة في جباليا، من أقدم الكنائس في العالم.
-
المسجد العمري.
وفي تحقيق للـ The_Gardianمصحوب بالصور قبل وبعد أضافت قائمة من المواقع وأشارت إلى تواريخ تدميرها :
-
مركز رشاد الشوا الثقافي
-
حمام السمرا التركي
-
سوق غزة للذهب
-
ميناءغزة التاريخي
-
قصر الباشا
-
مركز رياض للتراث عمره 430 تماما
-
فندق الديرة في غزة…
وغير ذلك مما لم يذكر من الشواهد التي تنتمي إلى ذاكرة الإنسانية ولا تعني الشعب الفلسطيني وحده.
والملاحظ رغم هذه الخسائر الهائلة في التراث العالمي والاستباحة المتواصلة له، لم تحرك المنظمة المسؤولة عن التراث في العالم اليونسكو ومديرتها العامة أودري أزولاي ساكناً.
والحال أن فلسطين تتمتع بالعضوية الدائمة في اليونسكو منذ عام 2011، وامتدّ الصمت والخرس إلى المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “اليكسو” والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ”اسيسكو” .
على ضوء هذا التخاذل والصمت من المسؤولين الكبار، وأمام نية العدوان في مسح الماضي والحاضر وغزة القديمة والحديثة من خلال أسلوب الإبادة التي يرتكبها، فإني أوجّه نداء إلى أعضاء منظمة اليونسكو؛
وبالذات أعضاء المجلس التنفيذي أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام شعوبهم وأمام الإنسانية عامة، وأقول لهم:
أليس تراث غزّة هو جزء من تراث الإنسانية؟ وتراث الإنسانية لا يتجزأ.
فلتتحملوا مسؤلياتكم.