الهديل

بالصور – قاصرات في شوارع بيروت .. دعارة تحت ستار بيع الورود

قاصرات في شوارع بيروت:
دعارة تحت ستار بيع الورود

 

مع غروب الشمس يرتدي شارع الحمراء ثوباً آخر، لا يشبه ذلك الذي طالما عرفناه دور السينما والمسارح ومقاهي المثقفين التي غادرت الشارع منذ وقت طويل .
متسولات بائعات ورد أو بمعنى آخر بائعات هوى معظمهن قاصرات يزرعن أرصفة الشارع جيئة وذهاباً.
مجموعة من الشبان العرب يتسكعون في الشارع وعلى لسانهم سؤال واحد “وين النسوان”، فبعد تدهور سعر صرف الليرة بشكل مذهل أصبح لديهم شعوراً بأن بإمكانهم شراء أي شيء.
هذا ما تقوله إحدى الفتيات القاصرات ممن يمتهن بيع الورود مؤكدة أنها ضحية للتحرش الجنسي يومياً، تكمل حكايتها بصوت منخفض “رجال كتار بيمسكوني، وبحطوا إيدن على جسمي أوقات بهرب وأوقات بخليه بيعطيني مصاري ميشان أقدر فوت على البيت بيي ما بيفتحلي الباب اذا ما جبت مصاري”.
وأخرى تقول أن كثيرين يعرضون عليها المال مقابل خدمات جنسية “بس بخاف ما بعرف لوين بياخدوني، وشو بيعملوا فيي في كتير من رفقاتي هون بيروحوا معن على الاوتيل وبيرجعوا مدبغين بس بيكون معن دولارات”.
فلنسميها ناتاشا كما تحب أن تطلق على نفسها، تبلغ ناتاشا من العمر 16 سنة سورية الجنسية وجودها غير قانوني في لبنان تحت ستار بيع المناديل أو الورود، تقدم الخدمات الجنسية للزبائن على الساعة مليون ليرة وقد تقضي مع الزبون ثلاثة أو أربع ساعات. وتضيف أكثر ما يزعجني في الرجال العرب إذ يبدو أن بعضهم لديه اضطرابات نفسية أو عقد جنسية (لم تقلها بهذه الطريقة ولكننا حاولنا تهذيب الفاظها) تدفعهم الي التعنيف والايذاء
سيارة فارهة تتوقف أمام إحدى بائعات الورد التي لا تتجاوز من العمر ال15 عاماً، هي صبيحة تروي ما حدث معها بكل هدوء: قال لي صاحب السيارة “بدي اشتري منك كل الوردات” هو أكبر من والدي. طلب منها شيئاً تقشعر له الأبدان مقابل 50 دولار وشراء الوردات وعشر دقائق “من هيديك الشغلة من ورا” على حد تعبيرها. وتضيف أعطاني ال50 دولار وقال لي “انتبهي على حالك يا عمو”، هذا العمو كان طريقي الأول في ممارسة الدعارة تحت ستار بيع الورود، تسعيرتي ليست 50 دولار باستمرار، في بعض الأحيان أتقاضى ثلاثين دولار او عشرين “حسب الزبون وسيارتو بس سعري بالدولار”.
لا تستغرب عزيزي اذا كانت تلك الفتيات يحملن هواتف محمولة بعد أن تطورت أعمالهن وتلك الهواتف تحمل داتا من المعلومات عن الزبائن، خاصة الذين ينتمون إلى جنسيات عربية، ومعظم هذه الداتا تحتوي على أسماء رجال تخطوا الخمسين من العمر “هول زبونات دفيعة” على حد قول ناتاشا.
وهكذا أصبح بيع الورد ستاراً لدعارة القاصرات اللواتي أصبحن لقمة سائغة لدى المارين في شوارع الحمرا بعد غروب الشمس.
حلم جورجينا بالتأكيد أن هذا ليس اسمها الحقيقي، تبلغ من العمر 17 عاما تمارس الدعارة السرية تحت ستار بيع المناديل ولكن بحسب رغبتها لأنها جميلة مكتنزة القوام ومرغوبة من السواح على حد تعبيرها، أن تسافر الى دولة أخرى كما قال لها أحد زبائنها ولكنها استعملت كلمة غير كلمة “بغاء”، وأكملت روايتها بالقول “لقد تعرفت على أليكس وهو ليس لبناني أتى إلى لبنان اكثر من مرة في كل مرة كان يأخذني إلى الفندق الذي اعتاد أن ينزل فيه ووعدني بأن ياخذني الى خارج لبنان في آخر مرة التقينا فيها واختفى، ولا زلت أجمع المال من أجل إيجاد طريقة للسفر الى الخارج، وربما يظهر أليكس “الي بيشتغلوا برا مش احلى مني هكذا كان يقول لي أليكس”.
هذه هي بعض من قصص وربما مآسي فتيات قاصرات على أرصفة شارع الحمرا، عنف جنسي، احتقار للنفس البشرية وانتهاك للبراءة ولكن للأسف الشديد “كلو بيهون أمام رائحة الدولار”.

Exit mobile version