د. حمد الكواري:
حديث الذكريات مع أساتذة وطلاب المعهد الديني
سعدت بشكل لا يوصف بحديثي مع طلبة المعهد الديني الإعدادي والثانوي في مقره، وبدعوة من إدارته.
لي مع المعهد الديني تاريخ يُحْكَى حافل بالذكريات الجميلة والعبر الغنية والأساتذة الكبار والأصدقاء الأعزاء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
ففي نهاية الخمسينات انتقل والدي (عبدالعزيز بن علي بن عمران) رحمه الله من. (الغارية) إلى (الدوحة) والتحقت بمدرسة صلاح الدين وكان مديرنا آنذاك الشيخ الجليل(عبدالله بن إبراهيم الأنصاري) رحمه الله، وإلى جانب المدرسة اختار لي الوالد شيخاً يعلمني القرآن والكتابة بالطريقة التقليدية المعروفة.
وعام 1960 تأسس المعهد الديني، وقد انهيت المرحلة الابتدائية، وكانت تربطني علاقة ود مع مجموعة من الطلبة، ومنهم (محمد سالم الكواري، وعبدالعزيز عبدالله السبيعي وموسى زينل ومحمد عبدالله الأنصاري وعبد الحميد الأنصاري ويوسف الملا وعبدالرحمن مولوي) وغيرهم، واستقر قرارنا أن نلتحق بالمعهد الجديد، قرار أعترف أنه لم يكن قائم على وعي، بقدر ما هو قائم على رغبة أن نكون معاًَ.
وكان هدياً من الله وقدراً جميلاً، لم أأسف عليه قط.
وكان يرأس المعهد الديني العلامة يوسف القرضاوي رحمة الله، وكان شاباً في الأربعينات، كما كان الشيخ علوية مصطفى رحمه الله وكيلاً للمعهد.
وكان في المعهد أساتذة من أوائل بعثات الأزهر، وكانوا شباباً مفعماً بالعلم والحيوية مما حببنا في المعهد، ولا زلنا نتذكر أسماءهم وسيرهم العطرة.
وبعد تخرجي من المعهد في نهاية 1960، التحقت بالأزهر (كلية الشريعة) ثم بعد عام انتقلت الى كلية (دار العلوم)
التي تخرجت منها.ثم عدت لأتولى إدارة مدرسة (أبو بكر الصديق) الابتدائية، وبعد عدة أشهر تأسست وزارة الخارجية فالتحقت بها.
ودخلت عالم السياسية والدبلوماسية.
والدرس الذي حاولت إيصاله للطلبة في محاضرتي:
من خلال تجربتي لا أروع من أن تكون القاعدة الدراسية للإنسان العربي المسلم اللغة العربية وعلوم الدين الإسلامي إنها تشكل قاعدة ثابتة تساعده في التعلم، وتثبت صلته بربه وبثقافته ولغته وتكون حرساً له من الزلل مهما أخذته مشارب الحياة..
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية