نظمت المظلة البيروتية حوارا سياسيا حول “غزة – رؤية وتحليل” مع الكاتب والمحلل السياسي ميشال نوفل في قاعة توفيق طبارة في الصنائع.
وبعد تقديم من الإعلامي باسم سعد الذي راى ان غزة اليوم فصل من فصول فلسطين القضية، التي تعلمنا كل يوم دروس التضحية والصمود لان كل حجر فيها يحمل قصة وكل قطرة دم تسيل في ارضها تنمو زهرة في ترابها وتحمل روح المقاومة الشعبية الباسلة.
ثم تناول نوفل في محاضرته الدور الذي لعبته حركة حماس منذ انطلاقتها في العام 1986 وكيفية تطورها على صعيد المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، واستعرض على نحو مفصل عملية طوفان الأقصى والتحولات التي اوجدتها على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي فضلا عن كبح التوجهات العربية الأميركية في شأن التطبيع مع إسرائيل خصوصا التخطيط الذي كان يسعى الى انهاء القضية الفلسطينية من خلال الدفع الى التطبيع والمملكة العربية السعودية بناء على اتفاقات ابراهام”.
وأشار الى “انه اليوم أصبح من الصعب قيام أي تقارب عربي لدولة عربية او إسلامية مع إسرائيل او إضفاء حرارة ما على السلام البارد المصري الإسرائيلي، بينما تعمل الدولة اليهودية لإبادة الشعب الفلسطيني بذريعة تفكيك قاعدة الإرهاب في قطاع غزة الضفة الغربية”.
واكد “ان حماس عرفت كيف تراكم الإرادة الشعبية الفلسطينية لتذكير العالم العربي بانه لا يمكن تجاوز الحق الفلسطيني في رسم السياسات الإقليمية وهذا يجعلها تتبوأ أي حماس مكانا يعيد المسألة الفلسطينية الى طبيعة الاجندة في الشرق الأوسط والعالم”.
ورأى انه “قبل ان تتكامل صورة المعادلة الجديدة شهدت حركة حماس في قطاع غزة تحولات بارزة على الصعيدين التنظيمي والسياسي، في الوقت الذي برز خطاب وطني جامع على لسان يحي السنوار واستقلت القيادة العسكرية في القطاع في صنع قرارها إزاء المراكز القيادية الأخرى في المنطقة راح يتبلور خط سياسي أيديولوجي يضع في المقدمة مبدأ المقاومة المسلحة لتحقيق اهداف التحرير والاستقلال”.
وأشار الى “ان حملات التعبئة لانطلاق السور الفاصل على منطقة غلاف غزة وطوفان الأقصى الذي يعيد ربط القطاع في الضفة واراضي 48 كانت حماس حتى 2017 تعمل الى حد كبير تحت مظلة قادتها في عمان ودمشق والدوحة لكن يبدو ان هذا الوضع تغير عندما تسلم يحي السنوار قيادة حماس في غزة فاختبر تحولا تنظيميا نحو القطاع الى جانب انتزاع قطاع غزة لاستقلالية أكبر عن قادة حماس في الخارج تولى السنوار عملية تجديد استراتيجية لحماس بصفة كونها قوة مقاتلة في غزة خصوصا لجهة اعتماد
وتناول الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن التي شملت عشرة دول لم تخرج بأي إيجابية مقنعة وبأي هدف مقنع بعض الأوساط الديبلوماسية تقول ان جولة بلينكن منيت بفشل ذريع لان سقفها لم يتجاوز طموح الرئيس بايدن والسقف هو الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد سنة تقريبا عبر السيطرة على الفوضى الناشبة من الحرب في غزة والحصول على موافقة الخليج العربي من إعادة الاعمار وعمليات الإغاثة.
وراى ان هجوم 7 أكتوبر قلب المعادلة الاستراتيجية في المنطقة بحيث انها باتت بخانة الخاسرين مرتين انهيار الأساس لوجود دولة إسرائيل وهو الردع الاستباقي ونقل الحرب الى خارج حدود فلسطين والثانية حرب الإبادة على غزة قدمت استحالة في القضاء على بنية حركة حماس.