د. حمد الكواري: نرفع العقال تحية وتقديراً لدولة جنوب أفريقيا
(نيلسون مانديلا سيبتسم في قبره، لأن جنوب أفريقيا تدافع عن الشعب الفلسطيني)
رونالد لامولا – وزير العدل جنوب افريقيا
• الجنوب ليس مجرّد رقعة جغرافية خاوية من الضمير الإنساني، أو تصنيف اقتصادي لدول نامية فاقدة للموقف حين يتعلق الأمر بمناصرة حقوق الشعوب، وأمام بطش العدوان الإسرائيلي الهمجي فقد الجنوب ثقته في منظمات الأمم المتحدة ومنظماتها الخاصة.
وبقي الأمل في المجتمع المدني ككل الذي نشهد يقظة واعية له وواعدة في كل مكان، لنصرة الشعب الفلسطيني بما يذكرنا بيقظته في التسعينات عندما فرض سقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
• نرفع العقال تحية وتقديراً لدولة جنوب أفريقيا، لقرارها التاريخي الشجاع والواعي باللجوء لمحكمة العدل الدولية، من منطلق إيمانها بمبادئ احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها ورفضها لارتكاب الإبادة الجماعية، إذ لم تأبه لأيّة اعتبارات اقتصادية أو ضغوط سياسية، ولم ترفع القضية لرفع عتب أو ردة فعل لوقوف الشعب الفلسطيني معها فقط، بل أيضاً أعدت للأمر عدته واختارت أفضل القانونيين بملف متكامل، يغطي القضية من جميع جوانبها، موثقاً بكل التصريحات والوثائق والأفلام والتسجيلات من اللحظة الأولى لارتكاب المجزرة، برهن ذلك الإعداد على متابعة دقيقة للشأن الفلسطيني، فشعب جنوب أفريقيا لا تقرّ له عين والشعب الفلسطيني جريح الفؤاد ومعرّض للإبادة أمام خذلان أممي.
ورئيس جنوب أفريقيا الليلة الماضية عبّر بوضوح عن استمرار بلاده في اداء دورها في مقاومة الظلم حتى يتحقق الهدف.
• حسب ما رأى القانونيون أن المعركة ما تزال في بدايتها.
ومجرد أن محكمة العدل الدولية لم (ترد الدعوى) يثبت توفَر كل العناصر لتأكيد ارتكاب الكيان الصهيوني للإبادة.
وكما ذكرت جريدة Newyork_Times
بعد أن انضمت إلى جنوب أفريقيا عدد من دول أفريقيا وجنوب امريكا وآسيا فإن هذا الانضمام يجعل الصراع صراعاً بين الشمال والجنوب.
بين معايير محاربة الظلم وتطبيق قيم الإنسانية وبين ازدواجية المعايير الغربية.
لا شك أن قرار محكمة العدل الدولية لا يلبي الطموحات، لكن يجب البناء على ما حققه، واستمرار العمل من أجل إحقاق الحق ووصم العدو بما يستحق بكونه مجرم حرب.
وللأسف فإن النظام الدولي يفترض أنه قائم على أداء كل مؤسسات المنظمة لدورها.
ولكن ما نشاهد هو تخاذل أغلبية الأمناء العامين ومدراء المنظمات في القيام بمهماتهم، وتخاذل الدول الأعضاء لعدم مساءلة هؤلاء، وسيطرة القوى الكبرى على هذه المنظمات وعرقلة أدائها لواجباتها وانحرافها عن مبادئها
مما عرقل قيام الأمم المتحدة من أداء واجبها، وأدى إلى الفوضى التي يشهدها العالم في كل مكان.
هكذا في مقابل عزم الجنوب على التمسك بمنظومة حقوق الإنسان، يصرّ الشمال على إفراغ هذه المنظومة من معانيها ومقاصدها وعدم تطبيق نصوصها حينما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني.