الهديل

خاص الهديل: الشباب اللبناني غارق في مستنقع الإدمان ودور الأهل شبه معدوم!

خاص الهديل:

 

غنوة دريان

حقيقة مرة لا يجب أن تصدمنا، بل يجب أن نتعامل معها بكل عقلانية ومواجهة الواقع كما هو “الشباب اللبناني واقع في مستنقع الإدمان”.

فقد تعددت الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب الي الإدمان ومن أهمها العوامل البيئية المساعدة لإنتشار المخدرات بين الشباب، وعندما نقول شباب فنحن نقصد جيل الشباب من شبان وفتيات وسهولة الوصول إليها.

 

فالظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والتي تترافق مع التحولات الكبيرة في حياة الشباب والمراهقين والمراهقات حيث يبحث هؤلاء اللذين ينتمون إلى البيئة الفقيرة للهروب من الواقع إلى عالم آخر؛ وهو عالم المخدرات، حيث تلعب العوامل الاقتصادية كالفقر والبطالة وانعدام فرص العمل دوراً كبيراً في لجوء الكثير منهم لتجربة المواد المخدرة .

 

يعتبر غياب الرقابة الأسرية من أهم انتشار المخدرات بين صفوف الشباب، حيث يعاني معظم الشباب المدمنين على المخدرات من مشاكل أسرية جمة مثل العنف المنزلي، التعرض للاغتصاب في الصغر، التنمر من قبل المحيطين به، لأن المخدرات تعطي شعوراً بالقوة والتفوق بالإضافة إلى عامل مهم للغاية وهو التفكك الأسري، وهذا العامل الأخير لا يهدد فقط الفئات الفقيرة فقط وإنما الفئات التي تعيش حالة من الرفاهية والبحبوحة المادية .

بالإضافة الي الصدمات النفسية أو العاطفية والاضطرابات العقلية التي تحفز الرغبة بتعاطي المواد المخدرة للسيطرة على تلك الدوافع .

“ابني يتعاطى الحشيش” هذا ليس بالشيء الصعب يمكن معالجته بسهولة، لأنه لا يسبب ضرراً على الجسم مثل أنواع المخدرات الأخرى.

عزيزي “الأب” أو عزيزتي “الأم”، أنتما مخطئان فهذا اعتقاد خاطيء تماماً، فالحشيش لديه القدرة على تدمير الصحة على المدى الطويل، كما أنه يؤثر على الدماغ ويعرض المدمن إلى الإصابة بالفصام وأعراض الذهان.

وآثار إدمان الحشيش تتلخص بالوهن العام في الجسم، الشعور الدائم بالنعاس، احمرار بياض العينين، الحاجة الدائمة للسكريات، الإرتعاش المفاجىء في أطراف الجسم، تقلب في المزاج وفقدان التركيز .

يجب القلق من دخول الأولاد عالم الإدمان، وذلك عند ملاحظة تدهور المظهر الخارجي، نزول الوزن المفاجىء، التغييرات المفاجئة في الشخصية إلى جانب التحولات الجذرية في نمط النوم، التقلبات المزاجية المفاجئة، الكلام بشكل غير لائق أو التعبير عن النفس عن طريق أفكار غير مترابطة .

كما يمكن ملاحظة التغييرات المفاجئة في نمط الحياة كتغيير الأصدقاء المقربين والهوايات وانخفاض مستوى المشاركة في المدرسة أو الجامعة أو النشاطات العائلية، الكذب، الشعور بالقلق والخوف دون سبب وجيه .

إن عدم تعاون الأهل إلا بعد استفحال الحالة بسبب قلة ثقافتهم أو متابعتهم، سيفاجئهم وقوع أولادهم في براثن الإدمان، على أمل أن يكثف الأهل الرقابة على أبنائهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً.

ولا بد أن نشير أن تكلفة العلاج من الإدمان في المراكز الخاصة أصبحت باهظة جداً، والمراكز المجانية المدعومة من الجمعيات أو من الدولة، البعض منها أغلق أبوابه والبعض الآخر لا يستطيع استقبال جميع الحالات .

ومع انهيار العملة المحلية هناك بعض أنواع المخدرات التي يتناولها الشباب مثل السبيلتا والميتامفتامين التي صارت أكثر شيوعاً بسبب سهولة الوصول إليها والحصول عليها، والتي انتشرت بين صفوف الشباب بشكل مخيف.

ولا يمكن أن نتجاهل مادة “الكريستال ميث” وهذه المادة غالبية من يتعاطونها من مجتمع الميم لأسباب ما تزال مجهولة حتى الآن.

لذلك لا يجب أن تبقى أعيننا مغمضة، نحن لسنا في المنطقة الآمنة والوضع ليس سهلاً، فهناك أعين يجب أن تبقى ساهرة، لكي ننقذ مستقبل فلذات الأكباد فهم في النهاية مستقبلنا.

Exit mobile version