صفقة جديدة إلى الواجهة… والصواريخ تستهدف تل أبيب
في اليوم الـ115 للحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، تجددت الأمال بالتوصّل إلى صفقة لوقف النار. وفي حين استمرّ القصف العنيف على غزة، انطلقت الصواريخ من القطاع لنطال تل أبيب ومحيطها.
اتفاق جديد
على الصعيد السياسي، أفاد مصدر مطلع على محادثات الأسرى التي عقدت في باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع، في تصريح إلى شبكة “أن بي سي نيوز”، بأنّ المفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر توصلوا إلى إطار عمل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وأنّه سيتم تقديم مسودة إلى حماس اليوم الأثنين.
بدوره، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إنّه جرى إحراز تقدم جيد في محادثات مطلع الأسبوع مع رؤساء المخابرات الأميركية والإسرائيلية والمصرية بشأن طريق للمضي قدماً نحو اتفاق جديد بين إسرائيل و”حماس” للإفراج عن الأسرى.
وذكر رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في ندوة نظمها مجلس الأطلسي عبر الإنترنت أنّه يأمل “تقديم إطار عمل لمثل هذا الاتفاق إلى حماس، وإيصالهم إلى موقع يمكّنهم من المشاركة في التواصل بصورة بناءة”.
وبالتزامن، أعلنت إسرائيل أنّها “وافقت مبدئياً” على صفقة تبادل جزئية، في ظل عدم الاتفاق على مطلب “حماس” بوقف الحرب.
ووفقاً لوسائل إعلام عبريّة تشمل المرحلة الأولى من هذه الصفقة هدنة لمدة 45 يوماً والإفراج عن 35 إسرائيلياً مقابل الإفراج عن 100 إلى 200 أسير فلسطيني مقابل كل إسرائيلي.
ومن بين الأسرى المفرج عنهم من سجون إسرائيل، محكومون متورطين في قتل إسرائيليين.
وبموجب الصفقة، سيتم إطلاق سراح الأسرى على دفعات: النساء والأطفال أولاً، يرافق ذلك وقفاً لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما ستشمل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
ويجتمع مجلس وزراء الحرب الإسرائيل الليلة من أجل مناقشة الصفقة.
واعتبر البيت الأبيض أنّ المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح دفعة جديدة من المحتجزين لدى “حماس” في غزة “بناءة وواعدة”، لكن لا يزال هناك الكثيرمن العمل الذي يتعين القيام به.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في تصريح لشبكة “سي أن أن”: “أعتقد أنّ من العدل وصف المحادثات بأنها بناءة… نعتقد أن هناك إطارا لاتفاق آخر بشأن الرهائن. وهذا يمكن أن يحدث فرقاً في ما يتعلّق بإخراج المزيد من الرهائن وإيصال المزيد من المساعدات وخفض العنف فعليا”.
ولاحقاً، أضاف في مؤتمر صحافي إنّه “لا يزال يوجد الكثير من العمل بشأن التوصل لاتفاق للإفراج عن المحتجزين في غزة”. وأردف: “نعمل على هدنة إنسانية لمدة تكفي لإتاحة المجال أمام الإفراج عن عدد كبير من الرهائن”.
رغم ذلك، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقارير عن الصفقة، قائلاً إنّها “غير صحيحة وتتضمن شروطاً غير مقبولة لإسرائيل”. وأضاف في بيان: “سنواصل حتى النصر المحقق”.
ارتفاع عدد الضحايا
وشهد القطاع الفلسطيني المحاصر قصفاً إسرائيلياً مكثفاً. وأطلقت مسيّرات النار باتّجاه المقبرة الجماعية في ساحة مجمع الشفاء. وشهد حيّ الزيتون جنوبي غزة ومنطقة تل الهوى غرب المدينة قصفاً مدفعياً واشتباكات عنيفة، ما أدّى إلى سقوط ضحايا وجرحى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوّاته قتلت “عشرات المسلحين الفلسطينيين” في أنحاء قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، من بينهم أربعة تم رصدهم وهم يستعدّون لـ”نصب كمين للقوّات بالقرب من مستشفى الأمل في خان يونس”.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأنّ “طيران الاحتلال قصف على الأقل 5 منازل في حي الرمال، ما أدّى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، فيما تواجه مركبات الإسعاف صعوبة في الحركة للوصول إلى الإصابات والشهداء وسط قصف مدفعية ومسيرات الاحتلال كل ما يتحرّك على الأرض”.
وأضافت أنّ “مدفية الاحتلال قصفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تؤوي نازحين في حي الرمال، ما أدّى لاستشهاد 10 مواطنين على الأقل، وداهمت المدرسة واعتدت على المواطنين بالضرب”.
وذكرت أيضاً أنّ طائرة مسيّرة قصفت بصاروخين مركبتي إسعاف بمدينة غزة “ما أدّى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، ولم يتمكّن أحد من نقلهم إلى مستشفى الشفاء المحاصر، تزامناً مع إطلاق النار من قبل مسيرات الاحتلال صوب المستشفى، ما أدّى لإصابة عدد من النازحين داخله”.
وفي شمال القطاع، قصفت الطائرات منزلين في مخيم جباليا، وأطلقت المدفعية القذائف صوب المواطنين في بيت لاهيا، ما أدى لإصابة العشرات نقلوا إلى مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي.
وجنوباً، يواصل الجيش الإسرائيلي حصار مستشفيي ناصر والأمل لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان يونس، وسط تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي للمناطق الشرقية والغربية من المدينة.
ولفتت جمعية الهلال الأحمر أمس إلى أنّه “تم دفن ثلاثة شهداء من النازحين داخل ساحة مستشفى الأمل لتعذّر نقلهم إلى المقبرة، تزامناً مع دفن جثامين 35 شهيداً في مقبرة جماعية داخل مجمع ناصر الطبي”.
وأضافت أنّ “آليات الاحتلال ما تزال تتمركز قبالة بوابة مستشفى الأمل، وتطلق النار بشكل دائم لمنع الحركة داخل المستشفى ومقر الجمعية في خان يونس”.
وأشارت إلى أنّ “قوّات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر الأحد على مركبة إسعاف، أثناء وقوفها في ساحة مستشفى الأمل”.
وبذلك، ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في غزة إلى 26637 غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأكدت وزارة الصحة في غزة “استشهاد 215 شخصاً على الأقل في الأربع وعشرين ساعة الماضية”، بينما أصيب نحو 65387 شخصاً منذ اندلاع الحرب.
وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا لا زالوا تحت الركام وفي الطرقات “يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني إليهم”.
قصف تل أبيب
وعصر اليوم، دوّت صفارات الإنذار في مدن رئيسية بوسط إسرائيل، وسُمِعت أصوات انفجارات عنيفة بمنطقة تل أبيب.
وقالت “القناة 12” العبرية إنّ تم اعتراض ما لا يقل عن 12 صاروخاً في تل أبيب وضواحيها، مشيرة إلى إصابة سيارات في ريشون لتسيون، في حين تحدثت “القناة 14” الإسرائيلية عن إطلاق نحو 15 صاروخاً من غزة.
وتبنّت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، قصف تل أبيب برشقة صاروخية “رداً على المجازر الصهيونية في حق المدنيين”.
وتعليقاً على القصف، قالت “القناة 13” إنّه “بعد غياب طويل، تعود حماس لاستهداف تل أبيب، والرسالة واضحة للجميع، لا داعي للتحليل أكثر”.
من جهّتها، أفادت “سرايا القدس” بأنّها قصفت بصواريخ بينها “بدر 1” وقذائف هاون نقطة دعم لوجستي لجنود الجيش الإسرائيلي وآلياته في السودانية شمال غرب غزة.
شهيد صحافة جديد
في السياق، ذكرت وسائل إعلام أن “الصحافي الفلسطيني عصام اللولو استشهد وزوجته وابنيه بقصف إسرائيلي على بلدة الزوايدة وسط القطاع”، ما رفع عدد الشهداء الصحافيين منذ بدء الحرب إلى 121 شهيداً.