د. حمد الكواري: مكتبة قطر الوطنية منارة للتعلم وكنز للوثائق والمخطوطات
yasmin ahmad
د. حمد الكواري:
مكتبة قطر الوطنية منارة للتعلم وكنز للوثائق والمخطوطات
في عام 2017، تفضل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بافتتاح مكتبة قطر الوطنية، بحضور رؤساء دول وشخصيات كبرى.
إنجازات قطر مرتبطة بالإتقان
علمتنا قياداتنا الإتقان في الإنجاز والإتقان في بناء الصروح التي في زمن قصير تتبوأ مكانة رفيعة تضاهي الصروح الشبيهة في العالم بل أحياناً تتفوق عليها.
وبالنظر إلى الفترة القصيرة التي مرت على افتتاح المكتبة، أستطيع أن أقول إن مكتبة قطر الوطنية بدأت كبيرة، وفي وقت وجيز صعدت إلى مكانة مرموقة في عالم المكتبات وأصبحت في صدارتها.
ولم يكن هذا بالصدفة، وإنما لجوانب لو أدركناها لأدركنا سر هذه المكانة.
مكتبة قطر ولدت كبيرة
أبدأ من رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لهذه المكتبة التي تكثفت قبل إنشاء المكتبة بسنوات. خلال هذه السنوات كان الجهد المتواصل بتوفير كل ما يجعل من مكتبة المستقبل كبيرة منذ اليوم الأول.
وما يجب أن يشار إليه أيضًا بحروف من نور الجهود الجبارة التي قامت بها صاحب السمو الشيخة موزا بنت ناصر من جهد متواصل ومتابعة دؤوبة وإشراف كثيف وعن قرب لسنوات دون كلل أو ملل لتحويل الرؤية إلى أمر واقع من حيث الشكل والمحتوى.
ولقد كنت شاهد عيان على هذا كله عندما كنت وزيرًا للثقافة، وبصفتي عضوًا في مجلس أمناء المكتبة منذ تأسيسها برئاسة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عام 2012، ورئيسًا للجنة التنفيذية في مجلس الأمناء، كما استمرّت عضويتي بعد أن تولت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني رئاسة المجلس، وسارت على نفس الخطى حتى شرفت بتكليفي برئاسة المكتبة منذ أربع سنوات.
الآن أصبحت مكتبة قطر الوطنية منارة للتعلم ومنهلاً للقراءة والاطلاع والتثقيف متاحًا عبر الإنترنت على مدار الساعة، وكنزا للوثائق والمخطوطات حول تاريخ قطر والخليج والحضارة الإسلامية لكل المهتمين والطلاب والباحثين في مشارق الأرض ومغاربها.
وهي مكتبة تتميز عن غيرها بتصميمها الحديث وطرازها المعماري الفريد، وتأتي حداثتها الرقمية لتنافس أرقى المكتبات.
وهي تمثل الآن مكتبات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، وتنقل خبراتها للمتخصصين والمسؤولين عن التراث والمخطوطات في أنحاء العالم العربي عبر برامجها التدريبية في مجال حفظ الوثائق الأرشيفية والمخطوطات التراثية.
وبعد كل هذا يبقى أكثر ما تفخر به مكتبة قطر الوطنية هو موظفيها بكفاءاتهم العالية.
أفخر وزملائي وزميلاتي بالمساهمة في نجاح هذا الصرح الكبير.
