الحريري بين العودة الصامتة واستئناف العمل السياسي… “كل شي بوقته حلو”
“السياسة”:
صار تاريخ الرابع عشر من شباط، ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، محطة سنوية لحضور رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري في بيروت، بعدما علق العمل السياسي “التقليدي” قبل سنتين. ويبدو أنّ رياح عودته المرتقبة، على مشارف الذكرى الـ 19، تأتي بعواصف من التنجيمات والتوقعات عن ما قد يحمله معه، وعن لقاءاته، ورؤيته للمرحلة المقبلة.
يؤكد منسق عام الإعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى لـ”السياسة” أنّ “الحريري سيكون بين جمهوره ومحبيه في بيروت في 14 شباط 2024 لإحياء الذكرى الـ 19 على ضريح الرئيس الشهيد، في مشهدية تليق بذكرى الرئيس الشهيد، وبزعامة رئيس “تيار المستقبل” الوطنية، تكون الكلمة فيها للناس، الذين بدأوا يقولون كلمتهم في كل المناطق، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان #تعوا_ننزل_ليرجع”.
وإذ يشير إلى أنّ “بيت الوسط سيكون مفتوحًا لكلّ الناس التي اشتاقت للرئيس الحريري، والتي تتحضر لتكون معه، قلبًا وقالبًا، في الوقفة على ضريح الرئيس الشهيد”، يلفت موسى في رد حاسم على كل “التنجيمات” إلى أنّ “توقيت عودة الرئيس الحريري، ومدة بقائه في بيروت، وبرنامج لقاءاته، تحكمها اعتبارات يملكها الرئيس الحريري وحده، وهو صاحب القرار فيها، ولا أحد سواه يملكها أو يملك القرار فيها”.
متى يعود الحريري ليستقر ويستأنف عمله السياسي في لبنان؟ هو السؤال الأكثر طرحًا في لبنان، لا سيما مع بدء الحديث عن تسوية جديدة للبنان والمنطقة، تتضمن تطمينات لجميع الأطراف، وتأكيد أوساط سياسية مواكبة أنّ أي تسوية لا بد أن يكون الحريري لاعبًا رئيسيًا فيها، نظرًا لما يشكله من حاجة وطنية، وحضور وازن في المعادلة الوطنية، على الرغم من تعليقه العمل السياسي، وما خلفه من فراغ كبير لم يتمكن أحد من ملئه.
يرد موسى على هذه المعطيات وما تطرحه من سؤال أساسي “متى يعود الحريري لاستئناف عمله السياسي؟” بالقول لـ”السياسة” :”كل شي بوقته حلو!”، ويضيف :”قرار العودة عن تعليق العمل السياسي هو ملك الرئيس الحريري، وهو من يحدد توقيته ربطًا بالحيثيات التي أملت عليه اتخاذ القرار بالتعليق قبل سنتين، ونحن في “تيار المستقبل”، وكجمهور الرئيس سعد الحريري، نثق به وبحكمته وبقيادته وبأنه سيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب”.
ويشدد موسى على أن “سؤال اللبنانيين الدائم عن موعد عودة الحريري لاستئناف عمله السياسي يعكس حقيقة فقدانهم لقيمته ودوره المؤثر في الحياة الوطنية، وشعورهم بالحاجة إلى من يصنع لهم الأمل في زمن يتفنن فيه كثيرون بصناعة اليأس”.
بدا لافتًا أنّ التعبير عن الاشتياق للحريري لا يقتصر على جمهوره أو حلفائه، بل شمل خصومه أيضًا، وقد تجلى ذلك في ما قاله عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون خلال مناقشة مشروع الموازنة عن “افتقاده للرئيس الحريري القادر على أن يكون دومًا رجل التسويات”، قائلًا: “دولة الرئيس الحريري اشتقنالك”.
يعلق موسى على هذا الكلام بالقول :”لعلّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، وهذا ما يؤكد صوابية قرار الرئيس الحريري بالابتعاد قبل سنتين، والذي أفسح المجال أمام الجميع لمعرفة قيمته في الحياة الوطنية كحاجة، ودوره في الشراكة الوطنية كضمانة”.
ويخلص موسى الى القول:”14 شباط، محطة يعود فيها جمهور “الحريرية الوطنية” الى ضريح الرمز المؤسس، ليكون مع حامل أمانته الرئيس سعد الحريري، ويقول كلمته التي تختصر الحق والحقيقة في وجه كل الباطل والأوهام، بأن الحريرية الوطنية لا تموت، وبأن سعد الحريري لا ينتهى، وبأن جمهوره على وعده وعهده لإكمال المسيرة، بعد 19 عامًا، وبعد 99 عامًا، وبعد 999 عامًا، مهما كانت التحديات والتضحيات”.