صائب دياب
التّطورات العسكريّة والامنيّة في الجنوب جعلت الاستحقاق الرئاسي يتراجع نسبياً الى مرتبة خلفيّة بعدما كانت الآمال بأنَّ الرئيس نبيه برّي سيحيي مع بداية العام الجديد بطريقة أو بأخرى مبادرته التي قامت على إجراء حوار لمدّة سبعة أيّام للتوافق على إسم رئاسي بما يُمهّد جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد تلقّفت قوى في المعارضة وعلى رأسها القوّات اللبنانية تجربة التّمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في مجلس النّواب لتطالب الرئيس برّي بالتأسيس على هذه التجربة توصّلاً لإحداث خرق في جدار الاستحقاق وعقد جلسة حاسمة لانتخاب الرّئيس بعد آخر جلسة في ١٤ حزيران الماضي التي تنافس فيها سليمان فرنجيّة وجهاد أزعور وحالَ تعطيل النّصاب بخروج نوّاب الثّنائي الشيعي وحلفائه من القاعة دون اتمام العملية الانتخابية.
هنا معلوم انَّ الموفد الرّئاسي الفرنسي جان ايف لودريان العائد قريباً الى بيروت حسب ما كشف السّفير الفرنسي هيرفيه ماغرو لمتابعة مهمّة اللجنة الخماسيّة في السّعي لإيجاد حلٍّ بالشّغور الرّئاسي كان طُرح بالتوازي مع الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني الذهاب الى خيار ثالث غير فرنجية وأزعور، غير أن حزب الله لم يقدم أي مؤشرات إيجابية لناحية موافقته على الخيار الثالث وما زال متمسكاً بخيار فرنجية مراهناً على أمرين لإيصال مرشحه الأول واعتباره أن نتيجة المواجهات العسكرية في الجنوب ستأتي لصالحه بما يتيح له كسر التوازنات وفرض مرشحه على المسيحيين وباقي اللبنانيين، والثاني تقديره أن اتصالات أميركية وفرنسية لمنع توسع رقعة الحرب ستُفضي الى تسوية مع ايران يستفيد منها حزب الله لمقايضة الرئاسة بوقف اطلاق النار في الجنوب وتطبيق القرار ١٧٠١.
ولقد سجّل رئيس حزب القوات اللبنانية موقفه الاستباقي القائل انَّ رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية مشدّداً على ان يكون رئيس الجمهورية ألرئيس العتيد فعليّاً بكلِّ ما للكلمة من معنى وليس مجرّد صورة تُعلّق في قصر بعبدا .
والسّؤال هو هل يستجيب حزب الله بدعوات المعارضة ويقبل الاحتكام الى الآليّات الدستوريّة وانتخاب الرئيس؟
لا توجد أي بوادر عن استعداد حزب الله للدخول في اي نقاش حتّى اللحظة لا حول الاستحقاق الرئاسي ولا حول تطبيق القرار ١٧٠١.