كتب الدكتور نسيب حطيط – لبنان:
المقاومة الثقافية.
نواب “المحرومين والمستضعفين”…”والأربعين” ضعفا للضرائب !
بينما كان “المحرومون والمستضعفون” يتنقلون بين القذيفة والغارة في الجنوب، فمنهم من قضى نازحا ومنهم من ينتظر صامدا… دون شكوى ودون صراخ داعما للمقاومة وحاضنا له ..تفاجا هؤلاء الاهل الأعزاء، بقصف تشريعي يطعنهم بالظهر وشارك بهذا القصف الثقيل نوابهم من المستضعفين والمحرومين، حيث وافقوا على زيادة الضرائب بنسبة تتراوح من 10 الى 40 ضعفا..بحجة التوازن المالي للحكومة وايجاد الإيرادات (دون اهتمام بالتوازن المالي للمواطن) ..مما يثير الاستغراب والاستنكار …كيف يمكن زيادة الضرائب 40 ضعفا (بشكل دائم) وزيادة الرواتب اقل من 10 اضعاف (بشكل مؤقت كمساعدة وانتاجية)!
الأخوة الأعزاء…نواب المحرومين والمستضعفين..
ادعو الله ان تكونوا بخير …
باسمي… وباسم الاهل المحرومين والمستضعفين (بإستثناء من هو راض على الضرائب) أوجه لكم هذه الرسالة من باب (المؤمن مرآه أخيه) وان النصح والإرشاد واجب لتنبيه المخطىء وواجب لنصرة للمظلومين ..
اعرف اغلبكم…وكلكم تقريبا “اصحاب دين” تصومون وتُصلّون وتحجّون (وربما أكثر مني في النوافل والحج ومجالس العزاء) لكن عندما استلمتم هذه الموازنة هل قرأتم بنودها (اشك في ذلك) هل قامت لجان متخصصة من احزابكم وتنظيماتكم بدراستها ووضع الملاحظات التي تحمي الفقراء والموظفين من المحرومين والمستضعفين من كل الطوائف (اشك في ذلك ايضا) وان قرأوا…فالمصيبة اقسى واعظم…
أنتم من احزاب وتنظيمات ذات “فكر ديني” تستقي تشريعاتها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والإمامية ..اذكّركم وبعضكم يعرف ..أنه عندما أسلم اهل اليمن وكانت عندهم البساتين والكروم والجنائن أصدر الرسول الاكرم (ص) تشريعا حول الضرائب المفروضة، فكانت الضرائب العشرية 10% على البساتين والكروم التي يسقيها المطر والسيل ولا تحتاج لجهد وكلفة والضريبة الخمسية 5% على البساتين والكروم التي تسقى بالدلو ونقل الماء اي انه اسس للضريبة التي تتناسب مع الكلفة والجهد..
وبما انكم تنتمون الى الاسلام على المذهب الشيعي، فلا بد ان تقرأوا جميعا عهد الامام علي(ع) الى واليه “مالك الاشتر” ..الوثيقة التي صارت دولية ،لتعرفوا واجبات الحاكم والوالي والنائب والوزير ومن توصياته الضرائبية ( (وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج (الضرائب)، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً)!
الحق اقول لكم…. انكم لم تعدلوا ولم تحموا المظلومين الفقراء من المحرومين والمستضعفين!
لم تحموا ..النازحين ولا الصامدين ولم تقدموا اي مشروع لاعفاء هؤلاء من رسوم الكهرباء والماء والهاتف وهم بعيدون عن بيوتهم!
الحق اقول لكم.. انكم لم تستطيعوا حماية ودائع الناس!
لم تستطيعوا …حماية التعليم الرسمي!
لم تستطيعوا ..حماية القطاع العام !
لم تستطيعوا ..حماية معيشة المتقاعدين الذين دفعوا بدل تقاعدهم ولم يأخذوه!
أنتم شركاء في الحكم منذ التسعينات وليس حاكم المصرف المركزي مسؤولا لوحده …أنتم في مجلس النواب ووافقتم على الاقتراض والسلف.. وأنتم في الحكومة شاركتم او صمتم ، فإما ضعفا واما جهلا واما شراكة!
مسؤولية النائب… التشريع والمتابعة وحماية مصالح الناس وليس الاكتفاء بتقديم العزاء “والاخذ بالخاطر”.. وطالما ان المحرومين والمستضعفين سيزداد موتهم اما قتلا واستشهادا في الحرب او من الجوع والقهر والحزن ..مما سيزيد من اشغالكم في “تقديم العزاء”
اقترح على تنظيماتكم استحداث “مكاتب للعزاء” بعنوان “المكتب المركزي لتقديم العزاء والصبر والسلوان”.. لتتفرّغوا للتشريع وحماية مصالح الناس !
بادروا.. لتصحيح الخطأ والتقصير… فان لم يحاسبكم الناس رفعوا شكواهم الى الله القادر العادل الذي لا مفر من حسابه… وسنرجع وأياكم اليه لا محالة!
سلاح انتصار المقاومة ليس صاروخا ورصاصة فقط…بل رغيف خبز ودواء وبئر ماء…لبناء مجتمع مقاوم يستطيع الصمود محصّنا ضد الاختراق…ويرضى عمّن يمثله ويقوده …
حتى لا نصل الى معادلة …فليمت المحرومون والمستضعفون ….ليبق نوابهم وممثلوهم..