“أحياء بيروت”… مجد التراث والأصالة
بيروت “ست الدنيا” على وصف الشاعر “نزار قباني” لها؛ هي دائماً في رحلة بحث عنها عن أصلها الذي خرج كلؤلؤة من البحر، وعن تاريخها العابق بالحب والتميز والحضارة. من هي بيروت .. السطور التالية تجيب عن السؤال الجميل الذي يتوق الكثيرون لمعرفة إجابة شافية عنه.
اختلف المؤرخون في أصل إسم بيروت، البعض يقول أن الاسم مشتق من كلمة بيروتا الآرامية، ومعناها الصنوبرة ويلفظ بيرو هواز، والرأي الثاني يقول أن الكلمة تعني بئر جمع آبار، كما في العبرية بئروت، والعربية بئر من جذر بير في اللغات المشرقية القديمة، ذلك أن بيروت اشتهرت بوجود الآبار والينابيع منذ القدم، وكذلك اشتهرت بأشجار الصنوبر.
تقسم “بيروت” إلى ١٢ حياً معترف بهم:
الأشرفية:
عُرفت بهذا الاسم منذ حوالي سبعمائة سنة، وبعض النصوص أطلق عليها إسم “مزرعة الأشرفية”، وقد سُميت بذلك تيمنًا بالسلطان المملوكي الأشرف صلاح الدين خليل. وتقع الأشرفية على الهضبة الشرقية البيروتيّة وتشتهر بأنها منطقة راقية.
عين المريسة:
يرجع أصل اسمها إلى “الريّسة” أي المرسى الصغير بصيغة “المرسة” أي قطعة من الحبل. والعين التي هي الينبوع الصغير الذي يصب بالبحر.
الباشورة:
إحدى أقدم المناطق في بيروت، ويرتقي عهدها إلى عصر الخليفة المنصور. وقد إشتهرت بوجود المقبرة الإسلامية فيها التي تفصل نحلة السور بينها وبين بيروت القديمة. وإسمها يعني البرج المتعالي الذي يقع على مدخل القلاع والمدن .
ميناء الحصن:
في الأساس، كانت تُدعى “ميناء الحسن”. ثم حرفت مع الوقت، فصارت السين تُلفظ صادًا. ويُحتمل أنها حملت هذا الإسم لوجود برج حصن بيروت في المنطقة في قديم الزمان.
المزرعة:
تيمنًا بالمزارع التي كانت قائمة بها قديمًا وأبرزها مزارع الحمضيات من ليمون وبرتقال.
المدوّر:
تيمنًا بإحدى العائلات البيروتية.
المصيطبة:
أصل الإسم يرجع إلى “مسطبة بيدمر” التي كانت بريّة تقع خارج أسوار بيروت القديمة لحين تحرير المماليك للساحل الشامي من الصليبيين. حينها، أمر السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بتحويل بيروت إلى قاعدة بحرية والإنطلاق منها لإستعادة قبرص. فبدأ قادة الجيش والجند يستقرون في تلك المنطقة الخالية. ومع مرور الوقت، إستحالت قرية بحد ذاتها قبل أن تلتحم مع بيروت.
المرفأ:
تيمنًا بمرفأ المدينة القديم الذي ما زال قائمًا في هذه المنطقة.
رأس بيروت:
كانت منطقة مقفرة من السكان ولم يقطنها إلا بعض المزارعين الذين كانوا يتعاطون زراعة التين والصبار. وقد سميت كذلك لأن قسمًا منها، وهو القسم الذي يدخل البحر، يشبه الرأس في تكوينه. وأخذت المنطقة تصبح آهلة بالسكان بعد بناء الكلية السورية الإنجيلية عام 1865 وعدد من المعاهد والكليّات الأجنبية. فتوافد البيارتة القدماء عليها وإستقروا هناك. وما لبث أن إستقطبت المنطقة عدد من الأجانب أيضًا الذين أختلطوا مع أهل المدينة الأصليين.
الرميل:
إحدى الأحياء القديمة في المدينة، وكان حيًا شعبيًا في بادئ الأمر قبل أن ينمو ويتحول إلى منطقة أرستقراطية خاصة بعد إعادة بناءه عند إنتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.
الصيفي:
يشتهر هذا الحي بمطاعمه ومقاهيه العربية الطابع ونزله القديم الذي تعود للعهدين العثماني والفرنسي، وإلى مرابعه ونواديه الليلية الحديثة.