الوزير الألماني نيلز أنين يزور المركز الرئيسي لمؤسسة عامل
مهنا: برامجنا المشتركة تساهم بالنهوض بقضايا الناس
التقى وزير الدولة البرلماني بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية نيلز أنين، يرافقه الدبلوماسي هولكر تيلمان، وآنيت شماس مسؤولة قسم الشرق الأوسط في وزارة التنمية، ولورا الشمالي من مكتب الشؤون الإنسانية في السفارة الألمانية في بيروت، الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية بحضور عضو الهيئة الإدارية والمكتب التنفيذي الدكتورة زينة مهنا، ومسؤول قسم الصحة محمد الزايد، ومسؤول القطاع الطبي الدكتور زياد طيارة، ومسؤولة قسم الصحة النفسية الدكتورة كارولين طراف، ومسؤولة برنامج الصحة صوفي عزيزي، ومسؤولة قسم الصيدلة والأدوية الدكتورة ملاك خيامي، وماهر طويل ممثل عامل في لجنة الصحة المشتركة.
عُقد اللقاء في مركز عامل الرئيسي، حيث عرض الدكتور مهنا أمام الوزير والوفد المرافق له، الانجازات والتحديات المتعلقة بالبرامج الصحية التي تنفذها المؤسسة بالتعاون مع وزارة الصحة، وخصوصاً البرنامج الذي ينفذ بالشراكة مع منظمة ميديكو بتمويل من الحكومة الألمانية، حيث تعود شراكة “عامل” و”ميديكو” للعقود الماضية في سبيل الدفاع عن الحق في الصحة، خصوصاً خلال الأزمات المتعاقبة في لبنان. منذ العام 2012، تمحورت شراكة الطرفين على توفير الرعاية للاجئين والمجتمع المضيف، في جنوب بيروت والبقاع، حيث يبلغ العدد العدد الإجمالي للاستشارات الصحية والطبية المنفذة ضمن هذا البرنامج شهريًا (بما في ذلك الوحدات الطبية المتنقلة والرعاية المنزلية) حوالي 13,550 خدمة، بمعدل 7000 شخص شهرياً، من الجنسيتين اللبنانية والسورية.
أما بالنسبة لجلسات التوعية الاسبوعية، فتشمل قضايا الصحة الإنجابية والأمراض غير السارية والتطعيم وسوء التغذية وغيرها من المواضيع المتعلقة بالصحة، بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ أعمال التأهيل في جميع المراكز المدعومة من هذا البرنامج، لتصبح متوافقة مع معايير الاعتماد الخاصة بوزارة الصحة العامة. كما تم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في جميع المراكز لتأمين تواجد الكهرباء في جميع الأوقات، بالتوازي مع تدريب فريق “عامل” على مراعاة معايير الاعتماد، ومكافحة العدوى والوقاية منها، والصحة النفسية، والإسعافات الأولية، والسلامة من الحرائق، إضافة إلى تدريبات أخرى ساهمت في بناء قدرات العاملين على تقديم خدمة عالية الجودة.
استمع الوفد الألماني إلى شرح مفصل من قبل فريق المؤسسة، حول سير العمل في قطاعي الصحة والصحة النفسية في المؤسسة، بما في ذلك خطة الطوارئ التي دخلت حيز التنفيذ في الأشهر الماضية نتيجة تدهور الوضع في جنوب لبنان، وتتضمن تجهيز مراكز صحية جديدة، والعمل في الملاجئ الجماعية، وتقديم الدعم المتاح للنازحين من المناطق الحدودية، وتدريب فريق عامل على اجراءات متعلقة بحالات الطوارئ، بالتوازي مع نضال المؤسسة في سبيل تصويب السياسات العامة، والعمل مع الأطراف المحلية والدولية لاستنهاض طاقات الناس، وحماية حقوقهم.
وقد علّق الوزير أنين على الزيارة بالقول أن العمل الإنساني الملتزم، والشراكات الفاعلة مع المؤسسات المحلية كعامل، هي الطريق لبناء مجتمع أكثر ازدهاراً وعدلاً، وعبّر عن إعجابه بفكر المؤسسة وانجازاتها الإنسانية وبرامجها المسخرة لخدمة الناس، من دون أي شكل من أشكال التمييز، والعمل على تسخير الشراكات في سبيل مصلحة الناس وتوفير حقوقهم الإنسانية.
من جهته شكر الدكتور مهنا الوزير أنين على دعم ألمانيا المستمر عبر منظمة “ميديكو” رسالة المؤسسة في سبيل النهوض بالإنسان وبناء دولة المساواة والعدالة في لبنان، مؤكداً التزام المؤسسة بتوفير المساندة لكل السكان، عبر ثقافة التضامن وليس الشفقة، والاستمرار بالعمل على توفير مقومات الكرامة الإنسانية، ضمن مختلف المناطق عبر32 مركزاً وست عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة حماية خاصة بأطفال الشوارع موجودة في كافة الأراضي اللبنانية بقيادة 1500 متفرغ ومتطوع، وموزعة بين عين الرمانة والشياح وعرسال وكامد اللوز والأشرفية وبرج حمود ومعظم المناطق اللبنانية، حيث الإنسان هو الهدف والمحرك في كل أمر، مشيراً إلى رؤية “عامل” تتضمن تقديم الأنموذج في إيجاد الحلول المستدامة، حيث تتولى المؤسسة تقديم أفضل البرامج والخدمات التنموية لبسطاء الناس، في أكثر المناطق تهميشاً.
ولفت مهنا إلى أن تأمين وصول الناس إلى الحقوق الأساسية، يتطلب تضامناً عالمياً ومساندة من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، على غرار الشراكة التي تقيمها عامل مع منظمة ميديكو بدعم من الحكومة الألمانية، وهي شراكة استراتيجية، تتمكن “عامل” من خلالها النهوض بقضايا الناس، والوقوف إلى جانبهم.
وختم بالقول أنّ أي عمل إنساني يجب أن يكون تحررياً ونهضوياً، وضد كل أشكال الاستعمار الجديد والفوقية، وأن يكون منحازاً للفئات الشعبية، يعمل معها، ومن خلالها، لتحقيق التنمية التي هي شرط الديمقراطية، كما يجب أن يكون ملتزماً بقضايا الشعوب العادلة، وفي المقدمة قضية فلسطين، حتى يكون هذا العمل إنسانياً بالفعل.