الهديل

ومضات أمل في ذكرى الإسراء والمعراج لإستعادة أرضنا ومقدساتنا

ومضات أمل في ذكرى الإسراء والمعراج لإستعادة أرضنا ومقدساتنا

بقلم الشيخ مظهر الحموي

رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

 

مرت علينا هذا العام ذكرى الإسراء والمعراج كأروع ما تكون المناسبة ، على الرغم مما يجري في فلسطين وغزة من قتل وذبح الأبرياء وقصف للمستشفيات ونسف للمساجد وتدمير للشوارع والأبنية.
ولن نلقي بالا الى أحقاد ساسة اليهود الذين يصرون على المضي في مجازرهم ، فهم لن يبدلوا جلدتهم ولا طباعهم ولا احقادهم نحو العرب والمسلمين.
ولن ننفعل كثيرا بمزاعم أميركا  التي تبرر العدوان الصهيوني  المستمر بل وتدعمه وكان آخر ما سمعناه من كل المرشحين للإنتخابات الرئاسية للولايات المتحدة في ندوات المناظرة بينهم : أنهم كلهم مع أن يواصل نتن ياهو عدوانه على غزة وفلسطين ويَعدونه بأنهم سيكونون معه إذا وصلوا الى سدة الرئاسة.
إنها سياستهم المشهودة في القرآن الكريم والسجلات التاريخية التي تحفل بمآثرهم الدموية للإنحياز ، أي لغيرهم من بني البشر.
هم يمارسون ما يسمونه الهولوكست فعلا على أبناء غزة وفلسطين تدميرا ونسفا وعمليات إبادة ولا أحد في هذه المعمورة يتجرأ حتى على مجرد الإدانة ، إلا قلة يساوون بين المجرم المدجج بأفتك أنواع الأسلحة الذي يقتل بها الأطفال ويدمر بها دور العبادة والمستشفيات والأبنية على رؤوس أصحابها الآمنين ، وبين أولئك الذين يدافعون عن أرضهم وشعبهم ومقدساتهم وكرامة أمتهم .
في ذكرى الإسراء والمعراج يستعيد المسلمون أسمى معاني إسراء النبيﷺ الى بيت المقدس وما تحمله من إشارات الى وجوب الذود عن أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لقد إستعادت الشعوب العربية والإسلامية وعيها الديني ، في هذه الذكرى لا تلقي بالاً على مؤتمر وتطبيع لا يلبي نداء الله في إسترجاع حقوقنا وفي نصرة إخواننا في فلسطين والمسجد الأقصى ، ولا عودة بعد الآن الى سنوات الذل والقهر ومسيرات اللاجئين والتهجير، فقد آن الأوان لأن نستعيد بعضا من عزتنا وكرامتنا ونحرر أرضنا مهما بذلنا من تضحيات (..وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ)
في ذكرى الإسراء والمعراج ومضات أمل تكشف أمامنا سبل الدرب القويم نحو  إستعادة أرضنا وكرامتنا وعزتنا ووجودنا فاما الإستشهاد أو العيش بكرامة وكلاهما مطلب المؤمنين . ( ..وَیَوۡمئذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ * بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ)
اربعة أشهر من البطش الصهيوني الإسرائيلي يصول ويعربد في غزة وفلسطين الغالية، وما استكان أهلها الذين نذروا أنفسهم للشهادة من أجل تحرير الأقصى وأرض الإسراء والمعراج الذي ( باركنا حوله ) من رجس اليهود.
في كل يوم عرس للشهادة يزف الشهداء الى جنان الخلد وعهد على إستمرار الجهاد مهما غلت التضحيات .
في كل يوم درس في البطولة يعيد للأمة بعضاً من كرامتها التي سفحت على طاولات المفاوضات والإتفاقيات المخادعة والمتهافتة .
في كل يوم صور جديدة لأمثولات الإستشهاد والفداء تهز الكيان الصهيوني في عمق فلسطين المغتصبة، ترعب الوافدين من أوروبا وأمريكا وأصقاع الأرض الذين كانوا يظنون أنفسهم آمنين في فلسطين التي إغتصبوها ولكن ما عليهم الآن سوى الرحيل .
في كل يوم مواقف بطولية جهادية تجدد طاقتنا وعزيمتنا ولم تغادر مخيلتنا تلكم الصور الشامخة المعبرة التي نراها في كل يوم لأهل غزة وهم على تلِّ ركام بيوتهم أو يودعون أولادهم القتلى الصغير والكبير أو يلملمون جراحهم وهم يرددون : الحمد لله يارب ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
إنها صور يشمخ كل أمرىء بتأملها وتعيد الى نفسه المتهالكة بعض الثبات والأمل بأن مثل هذا الشعب الأبي لن يهزم بإذن الله طالما أن لديه مثل هذا الإيمان الشامخ بأنه ومهما حدث لن يغادر الأرض المباركة أرض الإسراء مهما تكالبت عليه الأمم ومهما إستنكف الإخوة العرب والمسلمين عن دعمهم على الأقل وهذا أضعف الإيمان.
لم يعد لنا يا غزة إلا الدعاء نسطره خجلا من مؤرخين يستعرضون بطولاتكم وصمتنا وتثاقلنا الى الأرض
نحن نكتب وأنتم تسطرون البطولات وهيهات وهيهات بين صبرنا الواهي ودماءكم الناصعة التي إن شاء الله تسبق ارواحكم الى جنات الخلد .
ويا ويح أمتنا التي لم يهزها بريق دماءكم ولا حتى مداد سطورنا.
إن مشاهد الصبر بكل أنواعه في غزة يبعث في النفس الإعتزاز ويجدد فينا التفاؤل والإطمئنان بأن العدو اليهودي لن يفلح مهما أوتي من قوة وسلاح ودعم غربي وصمت عربي في أن يقتلع هذا الشعب من جذوره بل سيبقى صامدا وشامخا
انها مشاهد العز اليومية يتهافت أبناء هذه الأمة للتبرك بها والإقتداء بنهجها .
وبعد أربعة أشهر من المواجهة والصبر والجهاد ، نكتب هذه الكلمات بكل إعتزاز وفخر وصمود أهلنا في غزة وأرض فلسطين المباركة لكنه إعتزاز مشوب بالحرقة والألم لأننا عاجزون عن نيل شرف المشاركة في الجهاد والقتال ضد أعداء الله والإنسانية، إلا كلنا أمل وثقة بالله عز وجل أنه لن يتخلى عن جنده وسيمدهم بعون من عنده مصداقا لوعده الكريم في كتابه المبين { … وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }

أخوكم الشيخ مظهر الحموي

عضو اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

Exit mobile version