الهديل

العالم السري للراقصات… وما خُفي كان أعظم!!

 

كتبت غنوة دريان

 

من منا لا يذكر فيلم “الراقصة والسياسي” الذي عرض عام 1995 من إخراج سمير سيف وسيناريو وحوار وحيد حامد عن قصة إحسان عبد القدوس وبطولة نبيلة عبيد صلاح قابيل، الذي حاول صنّاعه أن يكشفوا فساد السلطة واستغلال الراقصات والاستعانة بهم في السر، سواء للسيطرة على السياسيين أنفسهم أو للحصول على معلومات من خصومهم.

والفكرة ليست بعيدة عن الواقع؛ فهناك قصص تصل إلى حد الأساطير مثل جهاد الراقصة تحية كاريوكا من خلال عضويتها في التنظيمات اليسارية السرية مما عرضها للسجن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

كما أنها كانت تملك الكثير من أسرار العائلة المالكة قبل الثورة وكل ذلك من بوابة إسمها الرقص.

لكن الرئيس أنور السادات مشى قِدماً باستثمار الراقصات سياسياً، عندما بدأ يحضر أمثال نجوى فؤاد وسهير زكي لتقديم عروض أمام رؤساء وسياسيين أميركيين مثل ريتشارد نيكسون، جيمي كارتر وهنري كيسينجر.

الحياة السرية للراقصات ليست كما يراها البعض ففيها الكثير من المعاناة والكثير من الزيجات الفاشلة منها الرسمية ومنها العرفية حتى أن عدد زيجاتهم الرسمية والعرفية قد لا يتذكرونها في بعض الأحيان. وقد استغلوا الكثير من الرجال وبالمقابل تم استغلالهم من الجنس الآخر.

وليس معنى أن الراقصة التي تجني آلاف الدولارات خلال إحيائها لحفلة خاصة أو في إحدى الفنادق بصورة يومية – قد أصبحت ذات مكانة مرموقة – فاللقب يطاردها “رقاصة”.

وعلى الرغم من شهرتهن، إلا أن نهاية مشوار الرقص اختلف طريقه بينهن؛

فـ تحية كاريوكا تحجبت وكانت تنفق عليها فيفي عبده،

سهير زكي اعتزلت الفن وتحجبت،

نجوى فؤاد في حالة انزواء حالياً،

سامية جمال وافقت على الرقص وهي في سن الستين من العمر مع سمير صبري وذلك من أجل إصلاح ماسورة الصرف الصحي لمنزلها والإنفاق على أولاد اخوتها.

لا يخفى على أحد أن راقصات ايام زمان عملن في المخابرات وذلك تحت شعار خدمة الوطن.

أما راقصات اليوم فقد اختلفت مفاهيمهم للرقص، الرقص أصبح بالنسبة إليهم مصدراً لكسب المال وليس حباً بالموسيقى والرقص المبهر، “تعري أكثر تكسبين أكثر”، “شاركي في حفلات خاصة أكسب بالكثير من الرقص في عرس”، “افتحي منزلك للحفلات الخاصة وتناول المخدرات واستقبال رجال الأعمال وعلية القوم فتصبح كلمتك نافذة أينما ذهبتي، ولكن كل هذا في السر وتحت الطاولة لأنك “رقاصة”.

الراقصة ليست خرابة بيوت كما اعتدنا أن نراها في الأفلام السينمائية بل هي عالم من المافيا التي تتعامل مع الجميع من أجل المال: تبييض أموال، تهريب، اتجار بالبشر، وكل ذلك لتلافي من سبقها من الكبار الذين فارقوا الحياة شبه معدمين.

وأخيراً قد يكون امتهان الرقص مصدراً للعيش وقوتاً لعائلات معدمة، وكم منهم من يدفع بناته إلى عالم الرقص وكأنهم حكموا عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة…

 

 

Exit mobile version