”ملتقى بيروت” بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري:
كان يقف سداً منيعاً صَوْناً لعروبة أرادها أبية عزيزة
لا تمُرّ ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كل عام، إلا وتتكشَّف حجم جريمة العصر، والتي لم تخطف حياة رجل دولة ومواطنين أبرياء، بل خطفت وطناً بأسره، بل منطقة تتدحرج فيها الأحداث والتطورات، بشكل مأساوي، وكأنّ الرجل كان يقف سداً منيعاً صَوْناً لعروبة أرادها أبية عزيزة.
نتذكره اليوم، وكل يوم، هذا الرجل القادم بمشروع متكامل، سياسي واقتصادي ومالي وتربوي واجتماعي، قلّما تمتّع رجل دولة في لبنان بهذه المشروعية والمصداقية، والرؤية الشاملة.
بنى وطناً، وقد خرج من الحرب، بل هو أيضاً له بصماته البيضاء في إنهاء سيل الدماء في الوطن الذي أحب، وقد استشهد من أجله.
قد يكون مفيداً، اليوم وبعد 19 عاماً على الاستشهاد، أن ندرك حقيقة ما حصل، وقد يكفي أن ننظر إلى حالنا اليوم، كي تتضح الصورة أكثر. ولن تكون الدروس من الاستشهاد واضحة، طالما أنّ المحاسبة غائبة، فيما القاتل، وقد أُدِين، معروف.
آن الأوان لوضع حدٍ لسياسة الإفلات من العقاب، والتي ما زالت تنتهك كل سيادة لوطن يئنّ، وكل كرامة لمواطن يتألم.
الرحمة لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير باسل فليحان وكل رفاقهما والمواطنين الأبرياء، والجرحى والمصابين، عسى أن نستذكرهم العام القادم، والجناة خلف القضبان.