الهديل

د. حمد الكواري: “إلى أبناء الوطن”.. في مسيرة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة دروس وعبر لا تحصى…

‏د. حمد الكواري:

“إلى أبناء الوطن”..

في مسيرة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة دروس وعبر لا تحصى…

 

قدمت مؤسسة الدوحة للأفلام العرض العالمي الأول لـ فيلم “إلى أبناء الوطن” الذي يتناول حياة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويستعرض مسيرته للنهوض بالبلاد منذ مرحلة شبابه حتى وصل بها إلى العالمية بفضل رؤيته وبصيرته المُلهمة، وإنجازاته التي شكّلت ملامح قطر المعاصرة، وفتحت الباب لرخاء الشعب القطري، وأسهمت في نهضة العالم العربي.
وجاء هذا الفيلم بمثابة تحية سينمائية للأمير الوالد وشهادة فخر برؤيته والتزامه وعمله الملهم الذي أدى إلى بناء وطن حديث ومتقدم.
حضر العرض كبار الشخصيات والضيوف البارزين الذين ظهروا في الفيلم، ومن بينهم الوزير عبد الله بن حمد العطية، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني وآخرين.

 

وقد دوّن الدكتور حمد الكواري – وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء ورئيس مكتبة قطر الوطنية:

“فإذا رأيتكَ حار دونك ناظري

وإذا مدحتكَ حار فيك لساني”

المتنبي

“إلى أبناء الوطن”

ليس من السهل أن أكتب دائماً عمّن أقدر وبمن أفتخر، فالتقدير غالباً ما تتفوق فيه المشاعر على اللغة، والفخر غالباً ما لا يحيط بخصال من مثّل علامة فارقة في تاريخ نهضة بلادي ‎قطر، ذلك أنّ صاحب السمو الشيخ ‎حمد بن خليفة آل ثاني صاحب مشروع وصاحب خطة لتنفيذ هذا المشروع، كان يسابق فيها الزمن، وفي مسيرته دروس وعبر لا تحصى، وأعظم درس تخليه عن الحكم عندما أدى المهمة.

وقد كانت لي البارحة فرصة استحضار مواقفه وتجربته التي شاءت الأقدار أن أكون شاهداً على بعض ملاحمها، فقد أتيح لي الليلة الماضية مع عدد من المسؤولين الكبار، أن أحضر العرض الأول للفيلم الوثائقي التاريخي ‎”إلى أبناء الوطن” عن سيرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد.

وقد ذهبت محمّلاً بالكثير من الشغف والتطلع إلى مضمون وشكل الفيلم.

فأنا أزعم إلى حد كبير أني أعرف صاحب السمو، وعشت عهده، سفيراً في الخارج ثم وزيراً للإعلام ثم وزيراً للثقافة.

وأزعم أني كنت من المعجبين والمتابعين لسيرة هذا الرجل الكبير عن قرب، ليس فقط فيما يعني تخصصات عملي، ولكن أيضاً كمواطن وكمثقف ومتابع سياسي.

ولقد علمت أن مدة الفيلم” ‎إلى أبناء وطني” 80 دقيقة، وكان التساؤل الأكبر في ذهني والتحدي للقائمين على الفيلم هو كيف يمكنهم خلال هذه المدة الوجيزة تقديم شخصية هذا القائد الذي حكم لسنوات محدودة، ولكن حياته وإنجازاته في كل المجالات الداخلية والخارجية أكبر من أن تستعرض في فيلم واحد مهما كانت مدته. وبعد مشاهدتي للفهم اقتنعت بصحة هذا التوقع. فكيف ينطوي هذا “الفيلم الصغير” على “العالم الأكبر”، وطبعاً الأخوة المقربين منه وشركاءه منذ الطفولة حاولوا ما استطاعوا ولكن بقي التحدي.

تأكد لي أنه من الصعب اختزال تلك التجربة الواسعة والعميقة في فيلم واحد، إذ أزعم أن لسمو الأمير الوالد جوانب في شخصيته قل أن تجتمع في شخصية أخرى، فهو صاحب مشروع متكامل داخلياً وخارجياً، وليس الحكم هدفاً له في حد ذاته وله أسلوبه الخاص به، وهو متابعته الذاتية لتنفيذ مشروعه لحظة بلحظة لكل مسؤول في كل قطاع، ولا يمل من المتابعة بشكل مباشر منه، وليس عن طريق الأجهزة، وهو يعطي كل الثقة والدعم، طالما أنك تقوم بواجبك، ولا يتردد من سحبها إن شعر بتهاون منك أو تقصير، يسمح لك بإبداء رأيك برحابة صدر، ولكنه يحاسبك إن قصرت.

وهو ليس شخصية قطرية فقط، بل إنه أيضاً شخصية عربية إسلامية داعم لكل قضايا الأمة ومتبنٍ لها وبالذات القضية الفلسطينية، وكذلك منفتح على العالم ومهتم بخلق جيل مؤمن بوطنه وبعروبته ودينه ومتفاعل على العالم وثقافاته.

والإنجاز الأكمل كما قالت شريكة حياته سمو الشيخة موزة بنت ناصر(ان لديه برنامجاً محدد البداية والأهداف، وبعد تحقيقه لبرنامجه يترك القيادة لجيل شاب تتلمذ عليه ليواصل المسيرة) وهذا في عالم الحكم وبالذات في عالمنا جانب قل أن يكون له نظير.

أشكر ‎مؤسسة الدوحة للأفلام والشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني وكل من قام بجهد في هذا العمل الكبير، ولكننا في حاجة إلى عمل وثائقي كل حلقة منه تتعامل مع جانب من جوانب سياسة الأمير الوالد داخلياً وخارجياً.

من واجبنا أن نضيء للأجيال وللعالم جوانب تجربته التي أحدثت نقلة في تاريخ بلدنا، ففي تلك التجربة السياسية ما هو جدير بأن يكون من نماذج الحكم الرشيد في تاريخ وطننا وأمتنا، إننا أمام تجربة شخصية من شخصيات عظماء الإنسانية الملهمين.

حفظ الله الأمير الوالد وأطال في عمره..

Exit mobile version