الهديل

قنبلة موقوتة تنتظر لبنان بدءاً من اذار

قنبلة موقوتة تنتظر لبنان بدءاً من آذار

يكفي لبنان ما يعانيه من أزمات على المستويات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والمصرفيّة والماليّة والسياسيّة، فلا موارد ولا طاقة لديه لتولّي مسؤوليّة اللاجئين الفلسطينيّين أيضاً، بعد توقّف عمليّات “وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين – الأونروا”، بدءاً من نهاية شباط الحاليّ، إذا استمرّ تعليق تمويلها من عدد من الدول المانحة.

تجميد عمل “الأونروا” وتمويلها أثرهما سيكون بالغاً على لبنان، فكيف سيتمكّن أكثر من 250 ألف لاجئ فلسطينيّ يعتمدون إلى حدّ كبير على خدماتها من تسيير أمور حياتهم؟ وهل من يعلم أنّ بهذا التجميد سيتجمّد مستقبل 38 ألف طفل في الصفوف الدراسيّة من الأوّل إلى الثاني عشر؟ وهل من قنبلة موقوتة تنتظر لبنان بدءاً من آذار؟

وتحدّث وزير الشؤون الاجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجّار عن “خطّة دوليّة تهدف إلى إجبار لبنان وحده على تحمّل عبء اللاّجئين السوريّين والفلسطينيّين”.

وأوضح أنّ قرار وقف تمويل الأونروا في لبنان سيتسبّب بوقف دعم العيادات الفلسطينيّة وبوقف علاج 600 مريض بالسرطان”.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر في “فتح” قوله: “إنّ أيّ خلل في تقديمات الأونروا سيولّد مشكلة كبيرة جدّاً اجتماعيّة – اقتصاديّة، تؤدّي تلقائيّاً إلى خلل أمنيّ”.

 

ولفت إلى أنّ “الأونروا تقدّم خدمات كثيرة تخفّف عن كاهل اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، لا سيّما الطبابة، حيث لا تستطيع الأكثرية الساحقة منهم التوجّه إلى المستشفيات اللبنانيّة، وتكبّد فواتيرها الكبيرة، كما التعليم، لأنّ المدارس اللبنانيّة الرسميّة غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من التلامذة اللاّجئين الذين لا يمكن إلا لـ10 في المائة منهم التوجه إلى مدارس خاصّة”.

وأوضح أنّ “نحو 10 آلاف لاجئ يعانون من الفقر الشديد يحصلون على مساعدات ماليّة كلّ 3 أشهر”.

 

ومن جهتها، قالت “مديرة شؤون الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس: “في حال نفاد التمويل الذي يمكّن الأونروا من القيام بعمليّاتها، فإنّ ذلك ستكون له تداعيات جسيمة على مجتمع لاجئي فلسطين في المنطقة، بما في ذلك لبنان، حيث يعيش ما يقدّر بنحو 80 في المائة منهم في حال الفقر، ونصفهم يعيش في 12 مخيماً مكتظاً يعانون فيها من ظروف صعبة للغاية”.

وأوضحت، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” أنّ “قرارات تعليق التمويل من دون الرجوع عنها ومن دون دخول جهات مانحة أخرى، ستعرض للخطر: تعليم 38000 طفل من لاجئي فلسطين المسجّلين في 62 مدرسة تابعة للوكالة في لبنان، التعليم المهني والتقني لـ2000 طالب وطالبة، 200000 لاجئ فلسطينيّ يزورون مراكز الأونروا الصحيّة سنويّاً للحصول على خدمات، بما فيها الاستشارات الطبية والأدوية الأساسية وتطعيم الأطفال وخدمات النساء الحوامل والمرضعات، وخدمات المرضى، بما في ذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة وغير معدية”

Exit mobile version