الهديل

خاص الهديل: الأهداف الإستراتيجية الصهيونية ومطامعها في المنطقة!

خاص الهديل:

 

كتبت نادين زرقوط

مع بدء حرب الإبادة على غزة، لم يعد خافياً على أحد المطامع الصهيونية التي تكمن في مخطط “اسرائيلي” رُسم منذ زمن، وينفّذ اليوم على أرض الواقع، كتهجير سكان الضفة مثلاً بهدف ضمها إلى “إسرائيل” وليس إلى الاردن!.

المخطط الصهيوني الذي تمت صياغته في مؤتمر بازل بسويسرا قبل نحو قرن ونصف، وضع نصب عينيه تأسيس وطن قومي لليهود على ارض الميعاد التي تمتد وفق التلمود على كامل الأراضي التي داستها أقدام العبرانيين في السبيّ الاول والطرد الثاني. اي من النيل غرباً إلى الفرات شرقاً، ومن انطاكيا شمالاً إلى المدينة المنورة جنوباً، على ان يتم تنفيذ هذا المخطط على ثلاث مراحل ( كل مرحلة خمسين عاماً)، قبل إعلان مملكة “إسرائيل” وظهور المسيح اليهودي الذي سيحكم العالم من القدس بعد بناء الهيكل، (على حد زعمهم).

المراحل الثلاث لمخطّط الإستيطان 

إليكم مشروع الإستيطان الصهيوني المتمثّل بثلاث مراحل:

-المرحلة الاولى – التأسيس والإعلان

1898 – 1948

-المرحلة الثانية- التثبيت والاعتراف 

1948 – 1998

-المرحلة الثالثة- التوسع والهيمنة

1998 – 2048

هذا ما ذكره الموقع الإلكتروني لمركز دراسات العولمة الأميركي (غلوبال ريسيرش) الذي أعاد نشر وثيقة للصحفي الإستراتيجي “الإسرائيلي” أوديد ينون، تحمل عنوان “الخطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينيات”، والتي تستند إلى رؤية مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل مطلع القرن الماضي ومؤسسي دولة الكيان الصهيوني نهاية الأربعينيات، ومنهم الحبر اليهودي فيشمان.

وأشار ميشيل شوسودوفسكي محرّر في الموقع الإلكتروني المذكور، وبعد اطّلاعه على الوثيقة المنشورة، إلى أن “إقامة “إسرائيل الكبرى”، تشكل حجر الزاوية في سياسات القوى السياسية الصهيونية الممثلة في الحكومة الحالية لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، وكذلك في سياسات مؤسستي الجيش والاستخبارات “الإسرائيليتين”.”

ولفت إلى أن “هذه الخطة تركّز على إضعاف الدول العربية وتقسيمها لاحقا كجزء من المشروع التوسعي الصهيوني، وعلى الاستيطان بالضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من فلسطين وضم الضفة وقطاع غزة لـ”إسرائيل”.

وأضاف أن “إسرائيل الكبرى” ستضم أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسعودية، وستنشئ عدداً من الدول الوكيلة لضمان تفوقها في المنطقة، وأن وثيقة ينون هي استمرار لمخطط الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط.

 

“إسرائيل” تُدين ضحيّتها!

كل ما تقدّم يُظهر خُبُث الصهاينة المتمثّل بعدم التحاف مع أيٍّ كان، وحركتهم العميقة التي استطاعت بناء نفوذها في أكثر الدوائر تأثيراً في العالم الجديد (الذي قارب التجديد أو التمديد)، تؤمن فقط بالتخادم، وليس بالتعاون.

وما ترونه اليوم ليس مستغرباً لمن يعرف الصهيونية، لكنه مدهشاً لمن يعتبر “إسرائيل” مجرد دولة ويرى كيف قادة العالم والمنظومة الإعلامية يخرجون فجأة من عباءة الديمقراطيات وحقوق الانسان لحشد الدعم للجيش “الاسرائيلي” الذي يقتل سكاناً مدنيين في ابادة جماعية لم يرَ العالم مثلها من قبل، في الوقت الذي يصرّون فيه على ادانة الضحية.

وبمعنى آخر إن التخادم الحاصل مع الصهاينة، ليس مقتصراً على الغرب، كما انه ليس مقتصراً على ما ترونه من بعض الأنظمة في منطقتنا من مواقف وأفعال ضد القضية الفلسطينية، بل يتعدى ذلك ليشمل الأنظمة التي تدّعي المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية. ولتدركوا ذلك تمامًا، يكفي ان تنظروا إلى مسرح الجريمة والى ردّات الفعل، وكيف تتجمّد النخوة في عروق كل أنظمة الشرق الأوسط دون استثناء وهم عاجزين عن ادخال شاحنة واحدة من المساعدات الى قطاع غزة بدون اخذ الموافقة من “إسرائيل”..!

المطامع الصهيونية.. من وإلى؟!

أمّا بالنسبة إلى سيناء وتوزيع وظيفة النقل البحري التجاري بين قناة السويس وقناة بن غوريون فهي بعيدة جداً عن واقع الهدف، لان “إسرائيل” ترغب بدفع الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وجعل الأخيرة موطن اقامة لهم خارج السيطرة المصرية، لتتذرع لاحقاً بأنها اصبحت بؤرة ارهابية فتقوم مع حشد دولي باحتلالها حتى حدود نهر النيل، وبالتالي تعطيل الملاحة في قناة السويس واستبدال الوظيفة بقناة بن غوريون الأكثر حيوية لانها ممر يمتد من باب المندب إلى ميناء أشدود مروراً بضفتيّ مشروع نيوم وخليج العقبة.

وعن الحدود الشرقية عند نهر الفرات فهي تعتمد على القواعد الاجتماعية والسياسية الكردية المحمية من قوات التحالف الدولي عسكرياً. وهي تمتد من أربيل (اكثر الاستثمارات فيها لـ “إسرائيل”) إلى قاعدة عين الأسد الاميركية في العراق، مروراً بمناطق قوات سوريا الديموقراطية غربي الفرات إلى قاعدة التنف التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي في سوريا.

والجدير بالذكر، أن هذا الخط الذي يمتد شمالاً من جبال أربيل إلى التنف جنوباً هو تحت الحماية العسكرية الاميركية والبريطانية.

دول عربية هدفاً “إسرائيليّاً” عاجلاً أم آجلاً!!؟

وأخيراً وليس آخراً وبحسب وثيقة ينون، إن الهدف من المخطط الصهيوني، بحكم أن وجودهم مستقلين وقدرتهم على البقاء كشعب، يتناقض وجوهر الدولة الصهيونية، كما أن أي دولة عربية، خاصة تلك التي تتمتع برؤى قومية واضحة ومتسقة، هي الأخرى هدف أكيد عاجلاً أم آجلاً.

Exit mobile version