في لبنان.. “وصفة للضحك وسط الأزمة” وهذا ما كشفه نجومٌ بارزون عنها
نشرت منصة “بلينكس” الإماراتية تقريراً تحت عنوان: “ستاند آب كوميدي” في لبنان.. وصفة للضحك في زمن التقشف”، وجاء فيه:
الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان لم تؤثر فقط على حياة الناس اليومية، بل طالت أيضاً الفنون المسرحية بكافة فروعها
في المقابل، سطع نجم ما يعرف بفنّ الـ “ستاند آب كوميدي” في لبنان، وهو أداء مسرحي ساهم إلى حد بعيد في أخذ وهج المسرح الكلاسيكي، فبات اللبنانيون يهتمون بالنوع الكوميدي الذي يقدمه ذاك الفن أكثر من النوع الكلاسيكي العادي.
اللافت هو أن نجوم “الستاند آب كوميدي” هم من الشباب. فماذا يعني هذا الفن بالنسبة لهم؟ كيف يتحدثون عنه؟ ماذا يُقال عنه وعن دور المسرح الكلاسيكي بمختلف فنونه؟ وما هو رأي فنانين بارزين بشأن أحوال الكوميديا في لبنان؟
مسرح حقيقي
عروض “الستاند آب كوميدي” في لبنان باتت كثيرة وعديدة، ففي مختلف المسارح يجري تقديم هذا الفن الذي لا يحتاج إلى الكثير من التجيهزات والمعدات بعكسِ المسرحيات الكلاسيكية.
“كرسي” أو “طاولة” أو “مايكروفون” هي عدة العمل لعرض “الستاند آب كوميدي” القائم على الشخص الواحد الذي عليه تقديم الطرائف المستقاة من الواقع بأسلوب بسيط.
“إنه مسرح حقيقي”.. هكذا وصف الكوميدي اللبناني جون الأشقر الـ”ستاند آب كوميدي” في حديثه عبر بلينكس، معتبراً أن هذا الفن ساهم في جعل الكلام على المسرح حقيقياً من دون أي قفازات، ويضيف “ما يقال في عروض الستاند آب كوميدي يلاقي الواقع الذي نعيشه جميعاً.. لا حاجة للتصنّع”.
الشابة اللبنانية سميرة حادو (23 عاماً) وجدت طريقها باتجاه تقديم عروض “الستاند آب كوميدي” قبل أكثر من عام.
تقول حادو لبلينكس إن تجربتها كانت مهمة جداً، مشيرة إلى أن “الستاند آب كوميدي” جذب الكثير من الناس بغض النظر عن الشخص الذي يقدم العرض، والسبب وراء ذلك برأيّها هو أن الناس يريدون أن يضحكوا.
بحسب حادو والأشقر، فإن الجمهور الذي يتابع “الستاند آب كوميدي” ليس شبابياً فقط، بل يشمل مختلف الأعمار، وهذه هي نقطة يتميّز به هذا الفن المسرحي.
2019.. نقطة تحوّل
الاحتجاجات التي شهدها لبنان في تشرين الأول 2019 بسبب الأوضاع المعيشية والسياسية المتردية، ساهمت في بروز عروض “الستاند آب كوميدي” التي يقدمها ممثلون بارزون مثل الأشقر، حسين قاووق وغيرهم.
قاووق وفي حديث لبلينكس يقول إن الثورة مثلت “نقطة التحوّل” بالنسبة لـ”الستاند آب كوميدي”، فالمواضيع المطروحة في العروض مستقاة من الواقع والأزمات التي يعيشها اللبنانيون اعتباراً من تلك الثورة.
ما قاله قاووق يوافقه الأشقر فيه، إذ يقول إن الأحداث الاجتماعية والسياسية تمت ترجمتها في عروض مسرحية سلسة وحقيقية كـ”ستاند آب كوميدي”، الأمر الذي ساهم باستقطاب الناس للمشاهدة.
قاووق يقول أيضاً إن هناك اختلاف بين “الستاند آب كوميدي” والمسرحيات الكلاسيكية، ويضيف “العرض المسرحي يحتاج إلى إضاءة خاصة، نص متكامل ومكتوب، سيناريو، مكان، جرأة. أما الستاند آب كوميدي فيختلف تماماً، فهو أقرب إلى التمثيل نوعاً ما ويمثل الحدث الذي نتطرق إليه”
المخرج محمد الدايخ يقدم مع فرقته التي تضم قاووق، نماذج تمثيلية تحت ما يسمى بـ”الكوميديا السوداء”.
في حديثه لبلينكس، يقول الدايخ إن الثورة ساهمت في خلع الوجوه المصطنعة، معتبراً أيضا أن الكلام الذي يقال الآن في عروض “الستاند آب كوميدي” يمثّل الناس أكثر من السابق.
الدايخ تحدث عن “معاناة تواجه الفن” بشكل عام في لبنان وليس المسرح الكلاسيكي فحسب، معتبراً أن الناس بحاجة إلى نمط جديد يخرج من التقليد السائد.
ويقول “الكوميديا ليست محصورة أو محدودة، بل هي فن وإبتكار، والستاند آب كوميدي يصنع كل ذلك، كما أن القصة الساخرة المبنية على فكرة واقعية هي الأكثر نجاحاً”.
التقشف طال المسرحيات
الممثل الكوميدي ماريو باسيل تحدث عبر “بلينكس” فقال إن “الستاند آب كوميدي” يحتاج إلى اجتهاد كبير، لاسيما أن هناك شخص واحد يؤديه، ومن الممكن أن تساعده العوامل المسرحية قليلاً كالإضاءة”، معتبراً أن “الناس باتت تسعى إلى الضحكة والعروض الساخرة لكي تنسى همومها”
يتحدث باسيل عن “التقشّف” الذي ضرب المسرح الكلاسيكي، مشيراً إلى أن التكاليف الباهظة ساهمت في تقليل حجم العروض وتغيير مكانها للاستمرارية، بعكس “الستاند آب كوميدي”
الفنان المسرحي جورج خباز تحدث بدوره عبر بلينكس معرباً عن فخره بكل الذين يؤدون أعمالاً مسرحية، ويقول إن “كل مشروع مسرحي مهما كان نوعه يُقدم، هو نبض حياة للمواطن الذي يواجه الكثير من المشاكل”.
خباز حيّا أيضاً الجمهور الذي ما زال يسعى إلى المسارح لتذوق الفن والفكرة الصافية رغم الأزمة، معتبراً أن العمل الذي يستحق البقاء هو الذي يستهدف الفكرة، العاطفة والترفيه