خاص الهديل:
كتبت نادين زرقوط
“الأونروا” هي وكالة أممية تُعنى بتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. تأسست في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1949، ولها مقرّان رئيسيان أحدهما في فيينا والآخر في عمّان، بالإضافة لممثليات بكل من نيويورك وواشنطن والقاهرة والقدس المحتلة. تقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين شخصاً، ويتم تمويلها من تبرعات طوعية تقدمها بلدان وهيئات عالمية، وأبرز المانحين الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة والسويد، ودول أخرى كبلدان الخليج والدول الإسكندنافية واليابان وكندا.
تتمثل مهام “الأونروا” في تنفيذ برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مباشرة بالتعاون مع الحكومات المحلية، وكذلك التشاور مع الحكومات المعنية بخصوص تنفيذ مشاريع الإغاثة والتشغيل والتخطيط استعداداً للوقت الذي يستغنى فيه عن هذه الخدمات.
وتقدم “الأونروا” خدماتها لنحو 5.9 ملايين شخصاً تقريباً، ويعيش حوالي ثلثي هذا العدد في 58 مخيما معترفاً به للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وعام 2022، بلغ عدد المسجلين في مدارس الوكالة 544 ألفا و710 طلاب.
كما يتبع للوكالة 140 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، موزعة في غزة والضفة وسوريا والأردن ولبنان، وتستقبل أكثر من 7 ملايين حالة مرضية سنوياً، وقد دعمت احتياجات الغذاء والتغذية الطارئة لدى أكثر من 1.143 مليون لاجئ في غزة خلال 2022.
وبعد الحرب الضروس والهمجية على قطاع غزة، وانقطاع المساعدات عن مئات الآلاف من السكان المحاصرين شمالي القطاع المحاصر، مما جعل بعض السكان يضطرون لطحن علف الحيوانات، مؤخرا، كي يصنعوا منه خبزاً، أعلنت الولايات المتحدة في 27 يناير/كانون الثاني 2024 تعليق دعمها المالي لـ “الأونروا”، تلتها كندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا واليابان، وذلك غداة اتهامات وجهتها “إسرائيل” لبعض موظفي الهيئة التابعة للأمم المتحدة، بالضلوع في هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وقد حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، الأسبوع الماضي، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مفادها من أن الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”.
إن تعليق الدعم المالي لـ”الأنروا” هو مسألة تُصيب بالمباشر الأوضاع الحياتية لكافة اللاجئين الفلسطينيين أينما وجدوا إن في غزة أو لبنان أو الضفة الغربية أو سوريا أو الأردن، وبالتالي هو محاولة لقطع شريان حياة اللاجئين الفلسطينيين من دول تمسّكت بحقوق الإنسان.
وعلّق خبير قانوني لموقع “الهديل” على التداعيات المحتملة لقرار وقف أعمال “الأونروا” قائلاً “: إن كلمة السر بخصوص تهجير اللائجين الفلسطينيين من غزة بالأخص، يمكن ملاحظتها من خلال قراءة التداعيات التي ستنتج عن قرار وقف عمل “الأونروا”، خاصة وان هذا القرار يعني ان كل حامل بطاقة “أونروا” من اللاجئين الفلسطينيين يحق له وفق إتفاقية جنيف التي ترعى عمل “الأونروا”، بالتوجه الى أحدى الدول الموقعة على إتفاقية جنيفوالإقامة فيها بصفة لاجئ”.
وتابع” بمعنى آخر عندما تتوقف “الأونروا”عن تقديم خطاتها للاجئين الفلسطينيين، سيقودهم الى التفكير بالهجرة الى الدول الموقّعة على إتفاق جنيف، سيما وأن تل ابيب تخطط لعدم السماح بإعادة أعمار غزة وببقائها دون أية خدمات تؤمن الحد الأدنى من سبل الحياة..” .
باختصار إنّ المخاوف من تداعيات وقف الدعم المالي لـ “الأونروا” تتعدّى الأبعاد الإنسانية الكارثية المتوقّعة، فهل تصل لحدّ محاولة تصفية القضية الفلسطينية، خصوصًا في ضوء “الرمزية” التي تنطوي عليها الوكالة؟