المشهد في جنوب لبنان ليس عادياً في معظم تفاصيله ومختلف اتجاهاته، فالسباق الدائر في ساحة الحرب في غزة بين مفاوضات “هدنة رمضان” التي من المفترض أن تبصر النور في 10 أو 11 آذار الجاري، وآلة الحرب والدمار، ينعكس بشكل واضح على الحرب المفتوحة بين إسرائيل و”حزب الله
ففي حلقة جديدة من حلقات الحرب في جنوب لبنان، نفّذ الجيش الإسرائيليّ، ليل الأحد – الإثنين، محاولتي تسلّل في الأراضي اللبنانية، وتحديداً في منطقتيّ وادي قطمون مقابل رميش وخربة زرعيت مقابل بلدة رامية، وذلك بعد أيام قليلة من التصريحات الأميركية التي نقلتها الـ”سي أن أن”، والتي شكّلت نوعاً من التحذير من إمكانية إقدام إسرائيل على التوغّل برّاً في جنوب لبنان.
في هذا السياق، أكّد العميد المتقاعد هشام جابر لـ “النهار” أنّ “العمليّتين المشار إليهما، المقصود منهما مخالف للهدف الذي تحققه المسيّرات الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي؛ فإسرائيل عبر سلاحها الجوي والمدفعي تتمكّن من التدمير والقتل بشكل واضح، أمّا التسلل فكان من المفروض أن يؤدّي أغراضاً أخرى وجديدة
وبالتالي، يمكن القول إننا أمام مرحلة جديدة من التكتيك الإسرائيلي في الحرب الدائرة في جنوب لبنان، إذ إن الإسرائيلي المأزوم في غزة، وفي جبهة جنوب لبنان، التي لم يتمكّن من أن يحقق فيها أيّ خرق نوعيّ، قد يكون لجأ إلى عمليتيّ التسلل للإقدام على خطف عناصر من “حزب الله”، لإدخالهما في عملية الحرب الدائرة كنقطة قوّة، لا سيّما أن ملف الأسرى من أبرز وأهمّ الملفات التي تشكّل نقطة ضغط