الهديل

خاص الهديل: ما هي أجندة هوكشتاين اللبنانية خلال رمضان: “جزرة مساعدات عربية” مقابل استقرار مستديم للحدود..

 

خاص الهديل

بقلم: ناصر شرارة

بعد زيارة مبعوث الرئيس الأميركي للطاقة آموس هوكشتاين إلى لبنان، كشفت معلومات متقاطعة عن الملامح العامة لجدول أعمال زيارته وللمقترح الذي عرضه على لبنان والذي يقوم حالياً بنقاشه وتسويقه في تل أبيب:

أولاً- يعتزم هوكشتاين أن يبدأ جولة مباحثات مكوكية بين لبنان وإسرائيل ابتداء من يوم ١١ آذار المصادف اليوم الأول من رمضان.. وهذا التوقيت له دلالاته كون إدارة بايدن تراهن على أن تبدأ هدنة وقف إطلاق النار في غزة خلال بداية شهر رمضان أو في أثناء مطالع أسبوعه الأول..

.. وعليه فإن التوقيت الذي اختاره هوكشتاين لبدء المباحثات حول ترتيبات وضع إنشاء استقرار مستدام في الجنوب، إنما يعكس ضمنياً تجاوباً مبدئياً منه، أو أقله مراعاة من قبله لموقف حزب الله الذي يرفض الدخول بأي مباحثات بشان الوضع في الجنوب قبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة..

ثانياً- يركز اقتراح هوكشتاين على إيجاد آليات تؤمن التنفيذ الكامل للقرار ١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن.. وواضح أن الكلام عن تنفيذ القرار ١٧٠١ يعني أموراً محددة:

أ- إنسحاب حزب الله إلى ما وراء خط الليطاني شمالاً.

والواقع أنه لم يتم حتى الآن على نحو رسمي، لا من قبل لبنان ولا من قبل أميركا، كشف طبيعة الآلية التي يطرحها هوكشتاين لإبعاد حزب الله لما وراء الليطاني. ولكن المحلل العسكري عاموس هارئيل نقل معلومات تقول أن مقترح هوكشتاين ينص حصراً على سحب “وحدة الرضوان” إلى خارج مدى الصواريخ المضادة للدبابات؛ وعدم تجول عناصر الحزب بسلاحهم في تلك المنطقة، ولا ينص على سحب كل بنية الحزب من منطقة عمليات اليونيفيل، كون أعضاء الحزب هم من نسيج سكان تلك المنطقة..

ب- نشر ما يصل إلى ١٥ ألف جندي من الجيش اللبناني في منطقة عمليات اليونيفيل..

ويحتاج تطبيق هذا الأمر إلى تعويض النقص الموجود حالياً في عدد جنود وضباط الجيش المنتشرين في تلك المنطقة؛ حيث يبلغ عددهم ٤ آلاف جندي فقط؛ ما يعني أن المطلوب لتنفيذ هذا البند من قرار ١٧٠١ هو نشر ١١ ألف جندي وضابط لبناني إضافي.

وتقول المصادر أن الجيش اللبناني من جهته أعد خطة لنشر قواته في منطقة عمليات اليونيفيل وفق العدد المطلوب في القرار ١٧٠١، وبموجب هذه الخطة فإنه يحتاج لنحو ٧٥٠ مليون دولار لتمويل عملية تجنيد ٥ آلاف جندي مع تدريبهم، وعملية رفع جهوزية الانتشار من ٤ آلاف إلى ١٥ ألف جندي بالجنوب.

ثالثاً- ينص مقترح هوكشتاين على تنفيذ خطة إنمائية للجنوب اللبناني تحظى بدعم دول عربية ودول أخرى من خارج المنطقة.

ويلاحظ بخصوص هذه النقطة الأخيرة أمرين إثنين؛ الأول أن مهمة هوكشتاين قلبت معادلة شروط الإفراج عن التمويل العربي للبنان؛ فبعد أن كان شرط تقديم الدعم المالي العربي للبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية؛ أصبح الآن هذا الشرط مرتبطاً بموافقة لبنان على مقترح هوكشتاين ووساطته لإحداث استقرار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

الثاني هو أن مهمة هوكشتاين جعلت التمويل العربي في لبنان له وظيفة تبدأ من جنوب لبنان وليس مضموناً أنها ستمتد إلى داخل لبنان؛ كون جدول توزيع المساعدات المالية العربية انقلب رأساً على عقب بعد حرب غزة؛ فصار هدف إزالة آثار حرب غزة، عن القطاع وعن جنوب لبنان له أولوية على أي أمر آخر.

Exit mobile version