نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً تحدّثت فيه عن إطلاق برنامج داخل الجبهة الداخلية الإسرائيليّة يهدف لإقامة ملاجئ للسكان الإسرائيليين الذين يعيشون في شمال إسرائيل وذلك بهدف حمايتهم من هجمات “حزب الله” في حال حصول أي حرب.
وأشار التقرير إلى إنّ الملاجئ التي سيتم تشييدها مُحددة بشكل خاص للسكان الذين يقطنون في مبانٍ قديمة أو التي لم يتم فيها بناء أي مساحات للحماية، وأضاف: “كذلك، فإن هذه الملاجئ مخصصة أيضاً للأشخاص الذين يتجاوز توقيت وصولهم إلى الملاجئ في أحيائهم وقت التحذير الذي تطلقه السلطات الإسرائيلية والذي يصل إلى دقيقة في المتوسط ضمن مدينة مثل حيفا”.
وبحسب الخطة التي تمت صياغتها ووضع ميزانيتها خلال الشهرين الماضيين، فقد تمّ إنشاء عشرات الملاجئ الجماعية التي سيتم توجيه السكان الذين ليس لديهم حماية إليها. وهنا، تقول “يديعوت أحرونوت” إن هؤلاء الأشخاص سيبقون في تلك الأماكن الجديدة لفتراتٍ زمنيّة قصيرة نسبياً، من بضع ساعات إلى بضعة أيام، بحسب الحاجة، على أن تكون مواقف السيارات تحت الأرض هي الأساس لتجمع النازحين.
وأوضح التقرير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أكملت عملية شراء كبيرة شملت مناقصات لتوفير الحلول اللوجستية لتحقيق الخطة، إذا دخلت حيز التنفيذ في وقت قصير مع اندلاع الحرب ضد “حزب الله”.
وتلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أن المستلزمات التي سيجري تأمينها تشمل خدمات التنظيف وآلاف الصناديق من المواد الغذائية الجافة والمياه وما شابه ذلك، وأضافت: “ستكون قيادة الجبهة الداخلية مسؤولة أيضاً في مثل هذا السيناريو عن نقل المواطنين، بما في ذلك كبار السن والمعوقين. في الماضي، ناقش النظام الأمني ما إذا كان سيتم إقامة خيام طوارئ للسكان المحرومين من الحماية في المدن الشمالية في مناطق آمنة وبعيدة، إلا أنه جرى إسقاط هذه الخطة نظراً لأنّ السكان يفضلون البقاء في منطقة قريبة نسبياً من منازلهم. وبما أن العديد من الفنادق امتلأت منذ تشرين الأول الماضي بأشخاص تم إجلاؤهم من خطوط النزاع في النقب الغربي والجليل، فقد تراجعت احتمالية إيواء السكان غير المحميين في الشمال ضمن تلك المرافق”.
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر: “لقد اشترينا الآن حوالى 80 ألف صندوق من المواد الغذائية لصالح برنامج الطوارئ. إن النقل إلى الفنادق ليس ذات صلة لأنه ربما يكون هناك 10.000 غرفة متبقية في إسرائيل، وهو ما يكفي بالكاد لربع سكان صفد. مع ذلك، فقد عززنا الحلول الأمنية في المدن القريبة من الحدود مثل نهاريا وكريات شمونة، كما تم نثر آلاف الدروع في الشوارع القديمة في كريات أو عكا – وهو أمر مكلف للغاية”.
ويتضمن البرنامج أيضاً مرافق إقامة مؤقتة وأسرّة وكراسٍ لرفاهية السكان، وشددت قيادة الجبهة الداخلية على أن الخطة يجب أن تكون وطنية وأن تتضمن أيضاً حلولاً مماثلة للسكان الذين ليس لديهم حماية في وسط البلاد.
وأدرك الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأربعة الأخيرة أن ترسانة أسلحة حزب الله تتضمن أيضاً العديد من التدابير الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدبابات، والتي يصل مداها إلى حوالى عشرة كيلومترات من المنطقة الحدودية إلى قمة جبل ميرون.
كذلك، فإن بعض الصواريخ التي يمتلكها الحزب، لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الإطلاق والهدف، إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة للحزب التلال وانفجرت ضمن أهداف دقيقة لاسيما في كريات شمونة. بالإضافة إلى ذلك، أطلق الحزب منذ بداية الحرب، عشرات الطائرات الانتحارية بدون طيار من لبنان إلى داخل إسرائيل.