الهديل

خاص الهديل: هذا ما سيفعله بايدن بنتنياهو فيما لو تأكد أنه يطيل حرب غزة لصالح تقوية حظوظ فوز ترامب!!

 

خاص الهديل

بقلم: ناصر شرارة

اليوم هو أول أيام شهر رمضان، ولم تبرم الهدنة التي كان الرئيس الأميركي بايدن تحدث عنها قبل أن يتراجع قبل يومين، ويقول: أستبعد حدوث هدنة خلال شهر رمضان.

في هذا الوقت ترد معلومات متناقضة من القاهرة، بعضها يقول أن الوفود المتفاوضة على الهدنة عادت إلى بلادها من دون تحقيق نتائج، وبعضها الآخر ذكر أمس أن هذه الوفود ستتواجد من جديد في القاهرة منذ هذا اليوم لتستأنف التفاوض.

الجميع بات مقتنعاً بأن ما ينقص طبخة إنضاج إبرام الهدنة ووقف النار، وهو تزويدها بالملح الأميركي اللازم ووفق المقدار المطلوب؛ لكن بايدن لا يفعل ذلك؛ ويقوم بتقديم الملح لطباخي صفقة الهدنة، بالقطارة وعلى نحو ناقص. غير أن بايدن قال ليلة أمس في إحدى مقابلاته الصحفية أن نتنياهو من خلال سياسته في حرب غزة يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها. وداخل إسرائيل تم النظر إلى هذا التصريح على أنه إشارة متقدمة من بايدن ضد نتنياهو، وأنه يجب أن تأخذ على محمل الجد..

واستدرج هذا النقد اللاذع من بايدن لنتنياهو في اثره نوعين إثنين من الأسئلة، تم طرحهما أمس في الإعلام العبري:

السؤال الأول يتصل بوجود غموض في تحليل إسرائيل لقرار بايدن بإرسال ميناء عام إلى غزة كي ينقل المساعدات الدولية إلى سكانها. لقد جمع نتنياهو مجلس الوزراء لنقاش هذه الخطوة؛ وخلال نقاشاته انقسم الوزراء بين رأيين إثنين الأول اعتبرها مفيدة لإسرائيل وهي موجهة للقضاء على سلطة حماس في قطاع غزة؛ لأن إبعاد حماس عن مهمة إدارة توزيع المساعدات في غزة سيجعلها عاطلة عن العمل..

.. غير أن هناك وزراء آخرين، حذروا من خطوة بايدن هذه، وقال هؤلاء أن الرئيس الأميركي يريد خلق سابقة هدفها جعل إسرائيل بعيدة عن أي تدخل ميداني يمنحها القدرة على إدارة إيصال المساعدات لغزة..

السؤال الثاني الذي استدرجه تصريح بايدن ضد نتنياهو أمس، طرح فرضية خطرة داخل إسرائيل تقول التالي: ماذا سيحدث لو تأكد بايدن فعلياً، أن السبب الحقيقي الذي يجعل نتنياهو يطيل الحرب في غزة، لا يعود لسعيه للقضاء على حماس، بل من أجل إسقاط بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية لمصلحة حليفه ترامب؟؟.

وبنظر معلقين إسرائيليين فإن هذا السيناريو يدور الحديث عنه في إسرائيل منذ فترة؛ ولكن حتى الآن لا أحد يعرف ما إذا كان بايدن مقتنعاً به؛ ويضيف هؤلاء أنه يجب على إسرائيل أن تقلق من إمكانية توفر إثباتات بين يدي بايدن تؤكد له أن كلاً من نتنياهو وترامب يعملان معاً فعلياً، على “تمريغ” صورته الإنتخابية في وحول حرب غزة وفي مجازرها!!

.. وفي حال حصل ذلك، فإن الحزب الديموقراطي سيتجه حينها بحزم كي يعامل نتنياهو بنفس الطريقة القاسية التي عامل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بايدن الذي اتهمته الإدارة الديموقراطية بأنه تدخل في الإنتخابات الأميركية السابقة لصالح صديقه ترامب.. لقد عاقب بايدن القيصر الأحمر بوتين على فعلته هذه، بأن حكم عليه بالنفي إلى متاهات حرب أوكرانيا؛ والسؤال الراهن هو بماذا سيحكم الديموقراطيون على نتنياهو، فيما لو تأكدوا بأنه يدير سياسة حرب انتخابية عليهم، داخل حربه في غزة؟؟.

في الآونة الأخيرة شاع داخل الأروقة الأميركية المحسوبة على الديموقراطيين، معلومات تقول أن إدارة بايدن قد توقف مد إسرائيل بأي سلاح تستعمله في غزة.. إن نظرة مجردة لهذا الخبر، يبدو أن له معنى جزئياً، وأنه موجه لنتناهو حصراً؛ لكن قراءة تقنية له، تكشف أن إحدى نتائجة المباشرة، فيما لو تم تنفيذ مضمونه (أي وقف مد إسرائيل بالأسلحة)، ستؤدي إلى أن تصبح إسرائيل مكشوفة أمام صواريخ حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي، الخ.. بمعنى آخر، فإن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح الـميركي، سيؤدي في ذات اللحظة إلى تعطل القبة الحديدية عن العمل، مما يجعل إسرائيل عاجزة عن اعتراض صواريخ حماس وحزب الله الموجهة إلى تل أبيب ومدن الوسط والشمال.

يمكن الافتراض ولو بنسبة مئوية قليلة، أن بايدن وسوليفك وبلنكي اجتمعوا، وقرروا الرد على تورط نتنياهو بالتدخل لصالح ترامب في الانتخابات الأميركية، وذلك من خلال توجيه رسالة عملية حادة له، كمثال وقف تزويد تل أبيب بالأسلحة ليومين وبالتالي جعل إسرائيل لمدة ٤٨ ساعة مكشوفة أمام تعرضها لصواريخ حماس وحزب الله

والواقع أنه صدرت في الأيام الأخيرة إشارتين من بايدن أثارتا قلق الإسرائيليين؛ إحداها قوله أن نتنياهو يضر إسرائيل بأكثر مما يفيدها، والثانية استقبال البيت الأبيض لبديل نتنياهو السياسي غانتس

وتعتبر هاتان الإشارتان بمثابة رسالة أخيرة من بايدن لنتنياهو مفادها: انني أراك ماذا تفعل ليس فقط في غزة، بل أساساً داخل جهد ترامب للفوز في الإنتخابات الرئاسية الأميركية.

Exit mobile version