د. حمد الكواري:
رمضان هذا العام يأتينا وأهل غزة وفلسطين غارقون في الأحزان..
يحل علينا ضيف كريم، نفتح له أبواب القلوب، رمضان في نفوسنا ليس فقط فقط شهر العبادات والطاعات وفعل الخيرات وصلة الرحم والتواصل، بل أيضاً يقترن بالفتوحات والانتصارات على مر التاريخ، وقبل ذلك وبعده بانتصاراتنا على أنفسنا لكي نسمو ونرتقي في فضاء التقوى والطاعة قدر ما نستطيع.
يأتي رمضان كل عام لينشر البهجة والفرحة والسعادة، ويكتسب فيه كل شيء روحًا جديدة.
ولكن في رمضان هذا العام لا تتحقق البهجة …
اذ يأتينا وأهل #غزةو#فلسطين غارقون في الآلام والأحزان، يقاتلون في استبسال من أجل الكرامة والعزة في معركة غير متكافئة مع عدو ظالم حقود، وسط مجتمع دولي متخاذل وعالم عربي ضعيف وعاجز.
يأتي رمضان ليشهد استمرار إبادة شعب عربي مسلم، كل جرمه أنه يسعى لأن يحقق حريته وكرامته كسائر البشر، لكن أعداءه لا يسمحون له بذلك، وبكل الوسائل يقتلون الكبير والصغير، النساء والرجال، الكهل والطفل.
ويمنعونهم من كل وسائل الحياة من مأكل ومشرب ورعاية صحية.
يسعون إلى تجويعهم وتجريدهم من الحلم بالمستقبل.
يدمرون مساجده ومدارسه وجامعاته وآثار أجداده.
يمحون معالم تاريخه ويقتلون الأطباء ورجال الإسعاف والإغاثة.
يغتالون رجال الصحافة والإعلام لمنع وصول الحقيقة إلى العالم.
قلوب الأعداء مليئة بالظلم والظلام، والظالمون لا يعيشون سوى في الظلام.
كل هذا يحدث تحت أنظار تحت أسماع القريب والبعيد.
علينا أن نكرس دعاءنا في رمضان لهذا الشعب المسلم الجدير بالحياة الكريمة.
ونسأل الله تعلى أن يغفر للأمة تقصيرها تجاههم وتخاذلها عنهم.
سيصعب تكرار الأدعية المأثورة المعتادة فالوضع استثنائي.
والدعاء يخون المرء في الألفاظ الجديرة بالتعبير عن المشاعر وعن قلوبنا الدامية المتعاطفة.
ومع ذلك علينا ألا نتوقف عن الدعاء نصرة لإخواننا ولحق الشعب الفلسطيني في الحرية والعيش الكريم واستعادة مقدساته