خاص الهديل:
كتب بسام عفيفي:
هذا العام سيشهد توجه نحو ثلثي سكان المعمورة إلى صناديق الاقتراع ليختاروا زعمائهم ومسؤوليهم إلى السلطة.. في هذا العام ستجري إنتخابات في أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية، وستجري إنتخابات في أكبر دولة ديمقراطية في العالم، وهي الهند، وبينهما ستجري انتخابات في دول آسيوية عديدة وفي دول أوروبية كثيرة ستختار أي نوعية لهوية الحكم فيها: هل اليسار ويمين الوسط أم اليمين المتطرف؟؟.
وكل القضية هنا تتعلق بنوعية القيادة التي ستقود دول العالم؛ ويرى مراقبون ذو مصداقية وخبرة أن العالم يشهد تراجعاً على مستوى نوعية رجال الدولة الذين يحكمون دول العالم الهامة في هذه المرحلة..
ما يسترعي الانتباه هنا لدى طرح موضوع دول العالم الهامة والقيادات التي تحكمها؛ هو نموذج رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني.. هذا الرجل يقدم مثلاً لاقتدار القيادة داخل بلد يعيش اهتزازات جيوسياسية، وهو في مرحلة الخروج من حروب شنت عليه؛ وأخرى اشتعلت بداخله.
لقد مر مسؤولون عديدون على سدة القيادة في العراق منذ سقوط صدام حسين حتى الآن؛ وجميع هؤلاء المسؤولين كان المطلوب منهم أمران إثنان هامان: الأول تعويض الشعب العراقي عن فترة حكم صدام حسين الظالمة والتي امتدت لأمد غير قصير؛ والأمر الثاني كان مطلوباً منهم إثبات القدرة على إدارة توازنات العراق الحساسة على نحو يخدم مصالح العراق أولاً.
ومن دون مقارنة مع الذين سبقوه، يمكن القول بثقة كاملة أن محمد شياع السوداني نجح في مقاربة النقطتين الآنفتين إلى حد كبير؛ ونتيجة لنجاحه هذا، يستمر العراق بتجاوز الأزمات الحادة الواحدة بعد الأخرى، وتسجيل تغلبه على صعوباتها ووضع قدميه بثبات على ناصية بدء التطور والعافية على كل الصعد.
إن إحدى ميزات الرئيس السوداني تتمثل في أنه جاء إلى السياسة من بيئة المؤسسات النظيفة للدولة؛ وصعد درجة إثر درجة داخل فضائها حتى وصل اليوم لرأس هرم السلطة والحكم في العراق.. ونظراً لكونه يعرف أين هي مشكلة المواطن العراقي مع مؤسسات الدولة، ونظراً لكونه أيضاً يعرف أين مشكلة مؤسسات الدولة مع الأداء المنتج؛ بدأ السوداني العمل من حيث يحلم كل عراقي، وهو القضاء على الفساد؛ وتنقية العلاقة بين المواطن العراقي وبين مؤسسات الدولة الخدماتية من سموم الفساد.
إن ثقة العراقيين بنظافة رئيس حكومتهم؛ تشكل حالياً أهم مصدر قوة للإقتصاد العراقي الذي عاني طوال الفترة الماضية من أزمة ثقة من قبل الشعب بالذين تصدوا لمهمة إدارة شؤونه.
إن أهم إنجاز يقدمه السوداني لبلده هو أنه يسير على طريق بناء ثقة العراقيين بقدرتهم على تصحيح المسار..
وخلال هذا العام أرسل السوداني رسالة أمل من قبله للشعب العراقي المتصف بالعظمة، حينما خاطبه قائلاً “ان هذا العام هو عام الإنجازات”.
طيف واسع من المراقبين ينتظرون كيف سيفي الرئيس السوداني بوعده؛ ويراهنون على أن العراق سيكون فعلياً هذا العام على موعد مع استمرار الرئيس السوداني في مشوار إنجازاته.
يمكن القول هنا بكثير من الثقة أن نموذج رئيس الحكومة العراقي يؤشر إلى نقطة أمل ليس فقط للعراق بل للمنطقة.. فالتحولات الجيو سياسية الضخمة التي يشهدها العالم، وبضمنه الشرق الأوسط، تحتاج لولادة جيل جديد من السياسيين القادرين على تلبية تحدياتها وعلى تغيير المسار.. وفي العراق يثبت السوداني أنه واحد من هذا الجيل الجديد؛ ونجاحه يثبت أن المنطقة قادرة على أن تنجح دولها كما نجح السوداني في العراق، على تغيير المسار بسلاسة وبحكمة ولكن بحزم وثقة وشفاقية.. الطريق في العراق أصبح واضحاً تحت عيون كل المنطقة، ومؤداه الاتجاه نحو الحكم الرشيد بدل الاستمرار في متاهة الفساد؛ والذهاب نحو دولة المواطنية والقانون بدل الاستمرار في مستنقع المحسوبيات والغرائز التي تضرب مفهوم الدولة في منطقتنا..