خاص الهديل:
كتبت نادين زرقوط
بين حين وآخر نسمع عن مساعدات وصلت إلى أهل غزة من مصادر مختلفة، لكن ما لا نعرفه أن هذه المساعدات تكون بحماية وإشراف من الجيش “الإسرائيلي”! كيف؟
بالقرب من نقاط تمركز القوات وأمام قناصتها، تتولى مجموعة من اللصوص المنظمين سرقة ونهب معظم الشاحنات المحمّلة بالمساعدات التي تدخل غزة عبر المعابر الحدودية، ويطلق الغازيون عليهم لقب “الطابور الخامس”.
أمّا “إسرائيل” تساعدهم باستهداف وقنص عناصر ومقار الشرطة الفلسطينية المولجة حماية المساعدات.
بالأرقام وثّق المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان 23 عملية استهداف “إسرائيلي” مباشر لأفراد الشرطة المدنية، 6 منها وقعت خلال تأمين شاحنات مساعدات، ما أدّى إلى استشهاد 35 من عناصر الشرطة. كما سجّلت 80 محاولة نهب لشاحنات الإغاثة خلال شهر شباط الماضي، بعضها أفلت السائقون بحمولتهم بأعجوبة.
تجويع الفلسطينيين لفلسطينيين
أمّا الهدف من وجود ورعاية “إسرائيل” للـ”طابور الخامس”، هو إلقاء مسؤولية تجويع الفلسطينيين لفلسطينيين “منهم وفيهم”. كل ما يدخل برّاً من مصر هو هدف لهذه العصابات التي تسرق المواد الغذائية لبيعها في الأسواق بأسعار مضاعفة.
ويتوزّعون بمجموعات على 3 مسالك إجبارية لقوافل المساعدات:
-الأول: المسلك الأساسي أي محيط بوابة معبر رفح
-الثاني: على طول شارع طه حسين في خربة العدس شماليّ رفح
-الثالث: محور صلاح الدين الحدودي الممتد بين غزة ومصر
من هم شبان “الطابور الخامس”؟
كما هو متعارف أن “الطابور الخامس” هو عبارة عن شبّان ملثّمين، بعضهم يبتزّ سائق شاحنة المساعدات بدفع أموال مقابل السماح له بالمرور، والبعض الآخر يحمل العصيّ والحجارة وعشرات من المسلّحين. ولسخرية القدر أن أدوار ذلك الطابور منظّمة ومدروسة، فمثلاً من يحمل الحجارة يرشق الشاحنات بها فور رصدها كتحذير للسائق، ولإجباره على التوقّف كي يسيطروا على الحمولة، وفي حال استكمل السائق طريقه، تطلق المجموعة المسلّحة منهم النار عليه.
وقد أصيب 15 سائقاً وحارساً للمساعدات خلال شهر شباط الماضي أيضاً.
هي حرب تجويع من نوع آخر، فبالرغم من المناشدات والإجتماعات الدولية إلّا أن الصهيوني ماضٍ في بطشه وقتله لأهل غزة، وللأسف لا حل يلوح في الأفق القريب.