الهديل

خاص الهديل: لهذه الأسباب يوجد “تفاؤل” أكبر هذه المرة بعقد صفقة هدنة في غزة..

 

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

 

 

عاد التفاؤل بإمكانية أن يحصل خلال الساعات ال٧٢ المقبلة اختراق يؤدي إلى إبرام اتفاق هدنة في غزة بين إسرائيل وحماس..

 

وبحسب ما يرد من معلومات فإنه تمت العودة للصيغة التي كانت مصر طرحتها قبل أسابيع، ولم تلق قبولاً حينها في مفاوضات باريس الماضية، ولكن تمت العودة لإعتمادها الآن..

 

يطلق على هذه الصيغة تسمية “الصيغة الثلاثية”، وفلسفتها تقوم على فكرة أن إطلاق الأسرى يشكل عاملاً جوهرياً في الحل الذي يجب أن يتقدم تدريجياً ولكن بشكل تصاعدي على ثلاث مراحل تؤدي بختامها إلى إطلاق كل الأسرى وإلى وقف نار مستدام وإلى عودة نازحي شمال غزة إلى منطقتهم، وطرح ملف إعادة الإعمار وترتيب مسألة حكم غزة، الخ.. 

 

وتربط “الصيغة الثلاثية” بين المراحل الثلاث، بينما صيغ الحل الباقية تجزئها.. ولكن بالنهاية تظل يدي الوسيطين القطري والمصري على قلبيهما وذلك لغاية أن يتضح لهما بالملموس ما إذا كانت مفاوضات يوم الغد (الإثنين) في الدوحة ستؤدي إلى إبرام الهدنة المقترحة. 

 

.. حتى اللحظة، هناك فجوة كبيرة بين موقفي حماس وإسرائيل؛ فالأولى تطالب بعودة النازحين الغزاويين إلى شمال غزة؛ وتطالب بوقف نار دائم، فيما كابينيت الحرب، وبالأساس نتنياهو، يرفض طلبي حماس هذين لأن تنفيذهما يعني أن تل أبيب تخلت عن خطة عزل شمال غزة عن جنوبها، ويعني أيضاً أنها سلمت بإستمرار حكم حماس في غزة..

 

غير أن هناك معلومات، تقول أن حماس قد تبدي مرونة تجاه مطلبيها هذين؛ وهذا ما جعل المسؤول الأميركي كيربي يمتدح مقترح حماس الجديد حول الهدنة. أما مفاد التغيير هنا فيقع في أن حماس ستطلق خمس جنديات أسيرات في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، بعد أن كانت تريد إطلاقهن في المرحلة الثالثة؛ وستوافق حماس أيضاً على وقف نار لستة أسابيع ثم يصار لتمديده لاحقاً، وليس وقف دائم للنار يقر منذ بداية الاتفاق، كما طالبت سابقاً؛ وستقبل حماس بانسحاب إسرائيلي متدرج من غزة وليس دفعة واحدة، ولكن ما تقدم لا يعني أن حماس تخلت بالجوهر عن مطالبها بخصوص: ١- انسحاب إسرائيل من كل غزة؛ ٢- عدم تجدد الحرب على غزة بعد إطلاق الأسرى؛ ٣- عودة النازحين داخل غزة إلى الشمال؛ ولكن كل ما جرى هو أنها أبدت مرونة تجاه الصياغات الخاصة بتحقيق هذه المطالب؛ وتشددت بالمقابل بموضوع أن يتم تقديم ضمانات لها بخصوص إرغام إسرائيل على تنفيذها لاحقاً.

وتريد حماس أن يشتمل الإتفاق على ضمانات من عدة دول معينة لتنفيذ إسرائيل مطالبها خلال مراحل الهدنة وبعدها.

ولكن السؤال الذي له طابع الإشكالية بخصوص موضوع الضمانات، هو من يمكنه الادعاء بأنه يستطيع ضمان نتنياهو، ومن يمكنه المغامرة بأن يضع يده على صدره ويقول: نتنياهو عندي!!.

.. أقله داخل إسرائيل، لا أحد يستطيع القول أنه يضمن نتنياهو؛ أولاً لأن كل معارضيه الأقوياء في الحكومة أو في الكابينيت لا يختلفون معه بالجوهر على ضرورة الاستمرار بالقتال بعد إطلاق الأسرى، لتحقيق هدف القضاء على حماس. وثانياً لأنه لا غانتس ولا جدعون ساعر ولا غالانت يمكنهم منفردين أو مجتمعين، تنفيذ مناورة سياسية ناجحة ضد نتنياهو، بينما توقع حدوث العكس هو أمر وارد جداً.

.. وعليه، يبقى هناك حل واحد يمكن من خلاله الرهان على تجميع ضمانات يعتد بها ويمكن استخدامها في حال تعنتت إسرائيل؛ ويتكون هذا الحل من أمرين إثنين: الأول الحصول على ضمانات من أكثر من دولة؛ على أن تكون الولايات المتحدة الأميركية بمقدمتهم، ولكن ليس أن تكون وحدها. 

الأمر الثاني هو الرهان على أن إطلاق الأسرى سيخلق دينامية داخل المجتمع الإسرائيلي تؤدي إلى خلق ظروف مواتية للذهاب لانتخابات إسرائيلية مبكرة ينتج عنها خروج نتنياهو من الحكم.

.. هل تكفي هذه العوامل مجتمعة لتجعل الدخان الأبيض يخرج من الدوحة يوم غد؛ لتبدأ هدنة تشبه قطاراً بثلاث قاطرات يربط فيما بينها حبل غليظ من الضمانات؟!..

Exit mobile version