الهديل

“قنابل موقوتة” بين لبنان وغزة.. تقريرٌ يكشف خطورتها الكبيرة جداً!

“قنابل موقوتة” بين لبنان وغزة.. تقريرٌ يكشف خطورتها الكبيرة جداً!

 

نشرت منصة “بلينكس” الإماراتية تقريراً تحت عنوان “صواريخ إسرائيلية لم تنفجر”.. “قنابل موقوتة” بين لبنان وغزة، وجاء فيه:

عثر مؤخراً، في لبنان، في أكثر من مرة، وضمن مناطق مختلفة ومتباعدة، على صواريخ إسرائيليّة لم تنفجر.

 

آخر قذيفة سليمة عثر عليها كانت في بلدة ميس الجبل، في جنوب لبنان، وتبيّن أن مصدرها طائرة مسيّرة إسرائيلية نفذّت غارة جوية استهدفت المنطقة ليل الأربعاء المنصرم.

 

صاروخ آخر أيضا تمّ اكتشافه في بلدة حراجل في شمال لبنان، وهي منطقة تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن جنوب لبنان، وما ظهر هو أن القذيفة جاءت من طائرة مسيّرة تحطمت في المحلة المذكورة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.

 

 

أيضاً، وإثر اغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، داخل شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع كانون الثاني الماضي، تم اكتشاف صواريخ إسرائيلية بحالة جيدة ومن دون أن تنفجر.

 

فما هي قصة هذه القذائف؟ لماذا لا تنفجر؟ ماذا تقول المعلومات عنها؟ وكيف استفاد حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة من هذه القذائف حصراً؟

 

صواريخ تحذيرية

 

سلّطت تقارير عدة الضوء على سبب إلقاء الجيش الإسرائيلي لقذائف لا تنفجر.

 

في تقرير سابق نشرته مجلة فورين بوليسي، تبين أن القوات الإسرائيلية استخدمت في حربها عام 2014 ضد قطاع غزة، نهجا يسمى “القرع على السطح”، والهدف من هذا التكتيك هو إسقاط أجهزة غير متفجرة أو صواريخ تحذيرية على أسطح المنازل المدنية المستهدفة كتحذير مسبق من هجمات وشيكة بصواريخ مدمّرة.

 

مسؤولون إسرائيليون يقولون أيضاً إن أسلوب “القرع على السطح” كان يستخدم عادة بالتنسيق مع تحذيرات أخرى مثل استخدام المكالمات الهاتفية والمنشورات.

 

ويوم 9 تموز 2014، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يوثّق لحظة إلقائه صاروخا تحذيريا على سطح أحد المباني، وذلك في إنذار بضرورة إخلائه قبل قصفه.

 

 

ما الذي يجعل هذه الصواريخ “غير متفجرة”؟

 

 

يقول الخبير العسكري اللبناني، أمين حطيط، لـ”بلينكس” إن الصواريخ التحذيرية قد تكون ذات “رؤوس خلبية”، ويكون الهدف من إطلاقها هو عدم تفجيرها والتسبب بدمار.

 

لفت حطيط إلى أن مختلف الجيوش تلقي صواريخ صلبة غير محشوة برؤوس متفجّرة، والهدف منها تعليمي أو تدريبي، ونطاقها ضيق جداً.

 

يكشف حطيط أنه ما من صاروخ يمكن ضمان انفجاره بنسبة 100%، مشيراً إلى أن هناك صواريخ قد لا تنفجر بعد إطلاقها باعتبار أن نسبة الخطأ فيها واردة وقد تتراوح بين 1 و 3%.

 

حطيط يشير أيضاً إلى أنه في حال كانت الذخيرة قديمة وغير مخزّنة بالشكل المناسب، فإن إمكانية عدم انفجار الصاروخ ستكون واردة بشكل أكبر.

 

يقول الخبير العسكري أيضا إنه من الممكن أن يكون الرأس المتفجّر ضمن الصاروخ معطلا مما يؤدي إلى عدم انفجاره، مشيراً إلى أن الصاروخ لكي يؤدي مهمته يجب أن يرتطم بالأرض ضمن زاوية مناسبة للتفجير.

 

قنبلة موقوتة

 

 

 

في المعارك، هناك ما يعرف بـ”بقايا متفجرات الحرب REG”، وهي ذخائر لم تنفجر عند وقوعها بسبب خلل تقني أو لأنها تركت في ساحة المعركة أو لأنها وُضعت عمدا بنيّة القتل.

 

تقول آن هيري، مديرة الدعاوى في منظمة “هانديكاب إنترناشونال” المعنية بالكوارث والحروب إن “بقايا متفجرات الحرب تمثل خطراً كبيراً على أي شخص يلمسها أو يقترب منها، كما أنها تمنع عودة النازحين إلى بيوتهم”.

 

صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قالت أيضاً إن أجزاء من قطاع غزة قد تكون بعد الحرب خطرة لسنوات بسبب القنابل التي لم تنفجر، وتدمير البنية التحتية والمباني.

 

تشارلز بيرش، خبير إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، يقول إن غزة حاليا مليئة بالمئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، بدءا من الصواريخ المؤقتة إلى الذخائر عالية التقنية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

 

يوضح التقرير أن الذخائر غير المنفجرة قد تكون أكثر التهديدات انتشاراً، لأنها ستدوم طويلا بعد الحرب، وتشكل مخاطر على المدنيين لأجيال.

 

 

هل استفادت حماس و حزب الله تقنيا من صواريخ إسرائيل؟

 

 

يقول تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إن العديد من الأسلحة التي استخدمتها حركة حماس الفلسطينية في هجوم 7 تشرين الأول الماضي وخلال حربها ضد غزة، جاءت من الجيش الإسرائيلي نفسه.

 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن معلومات استخباراتية أظهرت مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر والتي كانت إسرائيل أطلقتها على غزة.

 

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت في تقرير آخر أنّ صاروخ “ألماس” الذي يستخدمه حزب الله في لبنان لقصف مواقع إسرائيلية منذ بدء التوتر مع إسرائيل يوم 8 تشرين الأول الماضي، تم استنساخه عن صاروخ إسرائيلي.

 

ويشير الخبير الإسرائيلي في الصواريخ والمسيرات، تال عنبر إلى إنه تم الكشف عن “ألماس” للمرة الأولى عام 2016، مشيرا إلى أنه نسخة عن أحد الصواريخ المضادة للدروع المتطوّرة في ترسانة الجيش الإسرائيلي.

 

ويقول عنبر في حديثٍ عبر “هآرتس” إن “أصل الصاروخ هو صواريخ سبايك إسرائيلية عدة سقطت غنيمة بيد حزب الله في العام 2006”.

 

 

من ناحيته، يقول الخبير اللبناني أمين حطيط إنّ مختلف الجيوش تراقب بعضها خلال الحروب، مشيرا إلى أن كل جيش يأخذ صواريخ أو ذخائر غير منفجرة بشكل كامل أو منفجرة جزئياً من أجل إخضاعها للفحوصات والاختبارات ولمعرفة التقنيات المستخدمة بها.

 

يشير حطيط إلى أن التقنية المستخدمة في صاروخ “ألماس” لم تكن حكراً على إسرائيل، موضحا أن “حزب الله” نفسه لم يتحدث عن مصدر تقنية هذا الصاروخ ولم يفصح عن هذا الأمر منذ بدء استخدامه وحتى الآن

Exit mobile version