الهديل

خاص “الهديل”: ماذا لو تم انتخاب الرئيس؟

خاص “الهديل”: 

كتبت نادين زرقوط

دخل لبنان في مرحلة الشغور الرئاسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الثاني 2022، وأمام التسويات والمحاصصة بين القوى السياسية والطائفية، وعدم وجود أي فريق في مجلس النواب يملك أكثرية تخوله اختيار رئيس للجمهورية، تكررت زيارات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان لتيسير الأمور وتقريب وجهات النظر في الملف اللبناني وتكلّلت بالمثل المعروف “تيتي تيتي…”. أمّا عن سفراء الخماسية فظلّوا “رايحين وجايين” لتحريك ملف انتخاب الرئيس باعتبار أن انتخاب الرئيس أولوية لديهم، لكنها لم تبحث في أسماء مرشحين، بل في معايير مطلوب توافرها في الرئيس العتيد، وكانت النتيجة “لا تندهي ما في حدا”. أمّا دعوة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لجلسة الحوار فطبعاً لم تحصد النتائج المرجوّة، ناهيك عن دعوات رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار أيضاً بالإضافة إلى جلسات لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي والتي لم تسمن ولم تغن من جوع.

تزامن وجود الشغور الرئاسي مع ضائقة مادية عاشها اللبنانيون جرّاء الأزمة المعيشية الصعبة نتيجة الارتفاع في الدولار وغلاء ثمن كل شيء إلَا الإنسان. بالتوازي مع ذلك، استبق عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي مستقيلة، ما قاد البلاد حتماً إلى فراغ سياسي وسط هذا التدهور في الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

لكن اللبناني المناضل والمصرّ على العيش في كرامة ظل واقفاً يحارب العواصف الهوجاء التي تجتاحه. والسؤال يأتي هنا، هل لو انتخب رئيس للجمهورية كانت حياة اللبنانيين ستكون أفضل أو أنّه كان سيقع في مطبّات القرارات العشوائية الصادرة من بعض الوزارات أوغيرها؟

كان لـ “الهديل” جولة ميدانية في الشوارع اللبنانية لطرح سؤال على المواطنين، ماذا لو تم انتخاب رئيس؟

تنوّعت الأجوبة فمنهم من قال “عايشين بدون رئيس والرب راعينا” ومجموعة أكّدت أن ” ما ناقصنا سرقات وصرف مصاري أكتر على الفاضي”، وآخرون ” في وبلاه عايشين” والإجابة الأكثر تداولاً كانت ” ما رح يقدم ولا رح يأخّر”.

وقال احد السياسيين الذي تمنى عدم ذكر اسمه أن عدم إنتخاب رئيس للجمهورية هو أمر خطر على انتظام الحياة السياسية وعمل الدولة، ولكن الأخطر من ذلك هو أن البلد إعتاد أن تسير أموره من دون وجود رئيس جمهورية. وهذا يعطي إنطباع أن عدم إنتخاب فخامة الرئيس قد يكون مقصوداً لأخذ البلد الى نظام سياسي جديد غير الذي عشناه منذ العام 43 حتى اليوم..

Exit mobile version