لا زالت قضية نفوق دولفين على شاطئ عكار تتتابع وتحظى باهتمام الجهات الرسمية المعنية وخبراء الأحياء البحرية، خاصة أنّها المرة الأولى التي يُسجّل فيها ظهور هذا النوع من الدلافين ونفوقه بهذه الطريقة على الشاطئ العكّاري الشماليّ.
ويشار إلى أنّه وبناء على إشارة المدّعي العام البيئيّ، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة ومفرزة الشواطئ في قوى الأمن الداخلي، قام مدير المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور ميلاد فخري على رأس فريق ضمّ كلّاً من الباحث العلمي وخبير الأحياء البحرية الدكتور شريف جمعة والدكتورة سيلين محفوظ بمعاونة كلّ من الدكتور أنطوني أوبا والدكتور شادي العنداري بمعاينة الدلفين النافق على شاطئ عكار وتشريحه وأخذ عيّنات منه.
هذا وقد أوضح الدكتور جمعة لـ “النهار” بأنّ الفريق العلميّ التابع للمركز الوطني لعلوم البحار توجّه إلى شاطئ عكار وعاين الدلفين النافق الذي تبيّن أنّه من نوع روسو دولفين (Risso’s Dolphin)، اسمه العلمي غرانبوس غرييسوس (Grampus griseus)، من فصيلة الدلفينات ( Phamily Delphonidae).
أضاف: وبعد معاينة الدولفين النافق من قبل الخبراء المختصّين تمّ قياس طوله ووزنه وأُخذت عيّنات من الدهون ومن العضل، كما أُخذ منه المعدة والكبد والطحال لإجراء التحليلات اللازمة في المختبرات.
ويبلغ طول الدولفين 305 سنتمترات تقريباً، ووزنه ما بين الـ 270 والـ 300 كيلوغرام.
وحالته الجسدية جيدة وسليمة نظراً لسماكة الدهون.
ولفت جمعة إلى أنّه وبالاستناد إلى شهود عيان، من أبناء المحلّة، أشاروا إلى أنّهم رصدوا الدولفين قرابة الساعة التاسعة صباح أمس قريباً من الشاطئ، وكان حيّاً، وحوالى الساعة الواحدة ظهراً كان قد نفق.
ولفت جمعة إلى أنّ المركز الوطني لعلوم البحار، وهو الجهة الرسمية المفوضة متابعة التلوث والتنوّع البيولوجي ورصد المتغيّرات الشاطئية على طول الشاطئ اللبناني، يتمنّى على جميع اللبنانيين إبلاغ المركز فوراً عن حالات النفوق أو عن رصد أيّ كائن على الشاطئ عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ للمركز، أو عبر الاتّصال مباشرة بالباحثين العلميّين أو بمدير المركز.
هذا وقد ناشد أبناء المنطقة المحيطة بمكان نفوق الدولفين والناشطين البيئيين، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي ووزير البيئة والزراعة والجهات الرسمية المعنية العمل سريعاً على رفع الدولفين النافق من على الشاطئ أو طمره بطريقة علمية مدروسة.
ذلك أنّ إبقاءه في العراء سيرتّب آثاراً بيئية سلبية، كما أنّه سيجلب الحيوانات المفترسة والكلاب الشاردة، ما سيعرّض أبناء المنطقة إلى مخاطر هم في غنى عنها.