خاص الهديل
كتبت نادين زرقوط
في صبيحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، شنت حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هجوماً مفاجئاً على “إسرائيل” شمل هجوماً برياً وبحرياً وجوياً وتسللاً للمقاومين إلى عدة مستوطنات في الغلاف، والذي اعتبرته “حماس” هو أكبر عملية هجوم على “إسرائيل” منذ عقود، وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، ووقوع أكثر من 240 “إسرائيلياً” كرهائن، وفقاً للسلطات “الإسرائيلية”، فيما ردت تل أبيب بغارات جوية ومدفعية، إضافة إلى توغل بري جزئي، خلف أكثر من 10 آلاف شهيداً، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية أي “طوفان الأقصى” للدلالة على الرد ضد الانتهاكات “الإسرائيلية” المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
فهل فعلاً الفلسطينيون هم من بدأوا الحرب على “الإسرائيليين” في 7 أوكتوبر؟ أو بمعنى آخر هل صحيح بأن لولا “طوفان الأقصى” لما كان هناك حرب وحشية مستمرّة حتى الآن؟
لمن لا يعلم، إن هذه الحرب مستمرة منذ 75 عاماً، بدأها “الإسرائيليون” عام 1948 عبر التطهير العرقي لـ750 ألف شخص. وبحسب ما قال ديفيد بن غوريون أوّل رئيس وزراء “إسرائيلي” عام 1937 أنّه “كان يجب عليهم طرد العرب وأخذ أماكنهم باستخدام القوة، لضمان حقهم في الإستقرار بتلك الأماكن، وشرعوا في القيام به.”
وما يجب معرفته أن أكثر من 80% من سكان غزة هم لاجئون، وكثيرون منهم لجأ من مكان يدعى مجدل عسقلان فيما يعرف الآن بجنوب “إسرائيل” ويسمى “عشقلان”، وطردوا منها؛ ووضعوا في معسكرات الإعتقال المحاطة بالأسلاك الشائكة، ثم تم حملهم في شاحنات عام 1950 إلى قطاع غزة حيث إستقروا هناك منذ ذاك الوقت..
بعدها شرعت “إسرائيل” في نقل اللاجئين اليهود العرب والروس إلى عسقلان لمنع سكانها الفلسطينيين من العودة اليها. وفي المقابل تم تمرير قوانين تمنع العرب والفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، إذ تمّ تطهيرعرقي لـ750 ألفاً من كافة فلسطين وطردهم إلى خارج البلاد، ونزح 100 الفاً داخل فلسطين المحتلة وتم وضع عدد الفلسطينيين الباقي تحت الحكم العسكري. لقد ظلّوا تحت الإحتلال العسكري حتى عام 1966، ثم شنّت “إسرائيل” عام 1967 حربا عنيفة بدأتها في احتلال غزة ، ثم احتلت الضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والقدس الشرقية ثمّ غزت لبنان عام 1982، وهاجمت اللاجئين الفلسطينيين فيه، ووضعت غزة تحت الحصار في عام 2005، بحيث لا يمكن لأحد الدخول والخروج دون إذن عسكري “إسرائيلي”. “كان يجب على “الإسرائيليين” أن يقتلوا ويقتلوا طوال وكل يوم” بحسب ما أفاد أرنون سوفر محاضر ديمغرافي بجامعة حيفا والذي نشر العديد من الأبحاث حول الجانب الديمغرافي للنزاع الفلسطيني-“الإسرائيلي”. وللعلم بأن سوفر قدّم إستشارة للحكومة “الإسرائيلية” ساعدت في اتخاذ قرار وضع حصار لغزة.
منذ أن بدأت بالحرب العسكرية والوحشية والتي أسمتها “قص العشب”، لم تسمح “إسرائيل” بإدخال “قشّة” لقطاع غزة لسنوات.
لذلك إن الحرب الحالية في غزة لم تأتي من فراغ، أيعقل إبقاء الناس تحت الحصار وعزلهم عن العالم وبالتالي إجبارهم على الإنسجام في أوضاع معيشية صعبة.
كما أكّد عسكري “إسرائيلي”أن سبب الإنتهاكات والحروب وراءه اللوبي “الإسرائيلي” المتمثل بأميركا والأنظمة التي تنكر على الفلسطينيين أي حق في الحصول على حقوقهم، لأنه يحدّد لهم أن يكونوا مواطنين.
ومع الأسف الفلسطينيون هم مواطنون لبلدٍ استولى عليه كيان صهيوني غاصب، جعل من غزة مقبرة للأطفال، بحسب ما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
إذاً هذه الحرب لم تبدأ في 7 أكتوبر ولن تنتهي حتى تعود فلسطين وقدسها لهؤلاء الفلسطينيون العظماء التي تكللت راية نصرهم بدماء شهدائهم الطاهرة الشريفة.