كتبت غنوة دريان:
تمر الذكرى التاسعة عشرة على رحيل إمبراطور السينما العربية احمد زكي ،لست ادري اذا كانت كلمة فنان تعطيه قدره ،ربما على القيمين على الفن يمكنهم إيجاد لقب يتوافق مع تلك الموهبة ،التي كانت تتجلى بالتمثيل بالاعصاب و الجسد وتعبير الوجه وكل خلية من خلايا الجسم . انا الي قتلني مش السرطان وإنما لوع البشر” هذه جملته الشهيرة التي لخصت سيرة حياته .
هو لم يستطع التعامل من البشر سواء مع أصدقائه او مع النساء الذي احبهن ،هو الذي لم يعرف كيف يتعامل سوى مع الشخوص كما كان يطلق عليها احب نجلاء فتحي في فيلم احلام هند وكاميليا ولكنه خذلها في الواقع حينما لم يأت على موعد عقد قرانهما . احب هالة فؤاد والدة ابنه الوحيد هيثم ولكنه لم يستمر معها كزوج وزوجة ،تغلب عليه الرجل الشرقي وارادها أن تجلس في المنزل لتكوين أسرة ،هو اليتيم الذي حرم من عطف الاب وحنان الام ،وعندما رفضت انفصل عنها ،
يتفوق احمد زكي المشخصاتي على احمد زكي الإنسان فهو في فيلم” معالي الوزير” يطلب من المحيطين به مناداته بمعاليك ،في فيلم “ناصر ٦٥ ” رايناه يحمل ملامح جمال عبد الناصر وهو ليس كذلك في الواقع ولكن من شدة التوأمة مع الشخصية احسسناه انه قريب الشبه من جمال عبد الناصر بالرغم من الفرق الشاسع في الطول و الملامح .اما مع ايام السادات فكان صورة طبق الأصل عن الرئيس السادات لدرجة ان السيدة جيهان السادات عندما رأته قالت ” لا أصدق هذا أنور ” تقول الفنانة يسرا أن احمد زكي يمثل بقفاه أيضا فهل شاهدتم ممثلا عضلات رقبته الخلفية تتحرك على وقع الموسيقى وهو يرقص في” البيه البواب ” .؟ عمر الشريف قال عنه انه لو كان يتقن اللغة الانكليزية لتفوق عليه عالميا . روبرت دي نيرو عندما شاهد فيلم ” زوجة رجل مهم ” في مهرجان موسكو قال بالحرف لديكم ممثلا عالميا . اما الاستاذ نور الشريف فقد اعترف بأن احمد زكي يتفوق عليه من حيث الموهبة.
اما لوع البشر الذي قتله لانه ذلك الإنسان المطعم بالشفافية و الحضور الخجول هو الرجل الذي يجمع التناقضات لم يستطع التأقلم مع ظلم البشر و تلاعبهم من منتجين وموزعين وكتاب واناس خدعوه وخانوه ،احمد زكي
انسان استثنائي لذلك كان يجب أن يعيش في عصر يشبهه حيث لا كذب ولا لوع . مات أعمى ورفض أن يعرف احد كان يرتدي النظارة السوداء ويحمل الجريدة .رفض هذا الواقع الأليم الذي عاش فيه لذلك كان عليه أن يرحل.