الهديل

دريان: السياسيون ماهرون في تحويل المبادرات من نعمة إلى نقمة

 

أقام رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي وعقيلته السيدة مي إفطاراً رمضانياً في دارتهما على شرف سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حضره عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، والسفراء العرب، والمرجعيات الروحية ورجال الدين، ورؤساء جمعيات وفعاليات وإعلاميون، فضلاً عن فريق عمل النائب مخزومي ومجموعته في مختلف المؤسسات.

وإذ رحّب مخزومي بالحضور وبسماحة المفتي، قال

 

إننا نراهن اليوم على دور المفتي الذي نعتبره مرجعية وطنية روحية ورمزاً للاعتدال، وعلى دار الفتوى التي نعتبرها أيضًا مرجعية روحية أساسية تلعب دوراً جامعاً في المرحلة الدقيقة التي يمر به بلدنا.

ولفت مخزومي إلى أن لبنان يمر بمرحلة صعبة فنحن في حالة حرب حتى لو كانت محدودة جغرافياً مقارنةً بعام 2006، داعياً إلى التعاون من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل وتجنيب وطننا الحرب التي نرفضها جميعًا. وتمنى أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، معتبراً أن هذه الهدنة يمكن أن تكون مقدمة لتسوية عادلة وشاملة، وفقاً للمبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 على قاعدة حل الدولتين والأرض مقابل السلام.

وقال مخزومي إن المطلوب اليوم هو أن يكون لبنان أيضاً طرفاً في الاتفاقيات الدولية وطرفاً في تنفيذها، مجدداً الدعوة إلى تطبيق القرار الدولي 1701 من كل الأطراف وبكافة مندرجاته، عدا عن ضرورة الالتزام بتطبيق الدستور واتفاق الطائف الذي كان وسيبقى خريطة طريق وضمانة لحفظ بلدنا وشعبه. وتوجه بالشكر إلى السفراء العرب على دعمهم للبنان ووقوفهم إلى جانبه، مؤكداً أن لبنان لا يمكن أن ينهض من دون حاضنته العربية والدولية.

وحول بيروت، قال مخزومي إن عاصمتنا تعاني من أزمات في المياه والكهرباء وسواها من الأمور الحياتية الملحّة، ونحن اليوم بحاجة إلى قرار حكومي للنهوض بجميع مؤسساتنا. وجدد إصراره على إجراء الانتخابات البلدية، داعياً الجميع إلى التعاون لما فيه مصلحة بيروت وكل لبنان.

من جهته شكر سماحة المفتي مخزومي على استضافته، قائلاً

 

إن النائب الذي كان قد اعتاد أن يجمعنا في كل شهر رمضان في القرية الرمضانية قبل جائحة كورونا، يجمعنا اليوم في منزله العامر. وشدد على أهمية التضامن والتكاتف في ما بيننا لتجاوز المشاكل والأزمات الكبيرة التي يمر بها لبنان.

وقال المفتي إن مشكلتنا الأساسية تكمن في الأداء السياسي الذي يفرق بين أبناء الوطن، مؤكداً أن لبنان لكل اللبنانيين ولا نريد غلبة طائفة على طائفة أخرى، وهذا ما نص عليه الطائف وهذا ما نريد أن يطبق وليس لدينا مطلب آخر.

وحول ملف الانتخابات الرئاسية، قال إننا اعتدنا أنه عند انتهاء ولاية كل رئيس للجمهورية ندخل في شغور رئاسي، لافتاً إلى أن الأشقاء العرب قد بادروا ومدوا أيديهم لمساعدتنا في إنجاز هذا الاستحقاق في ظل الظروف الصعبة من تاريخ لبنان والمنطقة، مبدياً أسفه من أن السياسيين يتفننون في إفشال المبادرات وماهرون في تحويلها من نعمة إلى نقمة، ومشددًا على أن المطلوب من كافة النواب أن يقوموا بواجباتهم كاملة من أجل إنجاز هذا الاستحقاق المفصلي. وأكد على أن اللجنة الخماسية لا تريد فرض اسم رئيس بل تضع معايير ومواصفات يجب أن يتحلى بها من يريد أن يصل إلى القصر الرئاسي.

وأكد سماحته على أن المرجعيات الروحية ليست طرفاً سياسياً في لبنان بل هي مرجعيات ضامنة للدستور والعيش المشترك.

ختاماً، دعا مخزومي المجتمعين إلى مائدة الإفطار.

Exit mobile version