الهديل

القاضي الشيخ خلدون عريمط: الصيام سلوك والتزام

الصيام سلوك والتزام

٠ كتب القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام ٠ الصيام اصطلاحا: يعني الإمساك عن الطعام والشراب؛ ومن الناحية الشرعيه هو: الإمساك عن المشرب والمأكل وعن المعاشره الزوجيه من الفجر الى غروب الشمس طوال ايام شهر رمضان المبارك, والصيام فرضه الله تعالى في السنة الثانيه من الهجره النبوية وذلك في شهر شعبان ؛ وهو واجب على كل مسلم بالغ وعاقل ذكرا كان او انثى ؛ واول من صام على هذه الارض أدم عليه السلام على اثر نزوله اليها؛ شكرا لله على قبول توبته وطاعته؛ وكان صيامه ثلاثة ايام من منتصف كل شهر ؛ومن بعده كان صيام نبي الله نوح عليه السلام شكرا لله الذي نجاه وبعض اهله مع المؤمنين بالله تعالى من الطوفان العظيم؛ وكان صيامه كصيام سيدنا أدم ؛ وفقا لما ذكره الامام السيوطي في كتابه (الوسائل الى معرفة الاوائل)؛ ولذلك فان المسلمين في لبنان كما في الوطن العربي والاسلامي والعالم؛ يقومون بهذه الايام المباركه باداء فريضة الصيام التي كتبها الله تعالى على عباده المؤمنين الصالحين ؛ بقوله عزوجل( ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون # اياما معدودات؛ فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر ٠٠٠ الايه ) اية183سورة البقرة ٠ وهذا يعني ان الصيام بقدر ما هو امتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس ؛فهو الطريق الاقوم الى التقوى والتقرب الى الله عز وجل؛ بالعبادات والطاعات؛ والابتعاد عن المنكرات كبيرها وصغيرها ؛وعن النواهي بالافعال والاقوال ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام ( الصيام جنة؛ فلا يرفث؛ ولا يجهل؛ وان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم ) رواه الامام البخاري ٠ وعلى المسلم السعي الدائم لتلمس طريق الالتزام بسيرة رسول الاسلام محمد علية الصلاة والسلام وسلوك صحبه الكرام؛ بعبادتة لله وحده؛ونشره لرسالة التوحيد الهادفة لهداية الخلق وخدمة الناس؛ وخاصة اصحاب الحاجات والاسر المتعففه منهم في هذه الظروف الصعبه التي تمربها البلاد والعباد؛ لقوله عليه الصلاة والسلام( احب الناس الى الله انفعهم للناس ) ٠ والصيام لم يفرض على المسلمين وحدهم؛ كما يتوهم البعض ؛وانما فرضه الله تعالى على من سبقنا من المؤمنين من اهل الكتاب واتباع الانبياء والرسل الذين حملوا رسالة التوحيد وسبقوا دعوة الاسلام؛ فشمروا ايها الناس عن ساعد الطاعه والعباده والتقرب الى الله بالسلوك والالتزام بفعل الخيرات؛ والابتعاد عن المنكرات والشبهات بالقول والفعل ؛وكما استجاب الصالحون من قبلكم؛ بكسرهم للشهوات؛ وبقمعهم للهوى والابتعاد عن النميمة والفساد والافساد وسؤ الخلق ؛ فعليكم ايها المسلمون المؤمنون بالله وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبقضائه وقدره ؛ ان يكون المسلم الصائم منكم المثل والمثال للانسان السوي المستقيم الذي اراده سبحانه وتعالى ان يكون خليفة لله على هذا الارض الطيبه بقوله تعالى( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفه) ايه 30 سورة البقرة ٠ والخلافه تقتضي الالتزام بتقوى الله والالتزام بأوامره؛ والابتعاد عن نواهيه في كل مناحي الحياة؛ والاكثار من الطاعات من صلاة وتهجد ودعاء وقراءة للقرآن الكريم وذكر الله والاستغفار له؛ والسعي المتواصل لتحصيل كل انواع العلم والمعرفه الهادفه لاعمار الارض وسعادة الانسان ؛ والاسراع بدفع الزكاة والصدقات والهبات لاصحاب الحاجه وما اكثرهم في بلادنا؛ فالمال هو مال الله؛ والانسان مستخلف عليه ؛ وليس له في الحقيقه الا الوصايه المؤقته على كل ما لديه من مال واملاك واعمال في هذه الدنيا؛ التي هي دار ممر لنا جميعا ؛ وليست دار مقر لاحد من العالمين؛ فسارع يا اخي المسلم لمرضاة الله فليكن ليلك عباده وتهجد وتفكر في ملكوت الله؛ ونهارك صيام عن الطعام والشراب؛ وصوم عن كلام السؤ والمنكرات وعن الفساد والافساد والنميمة والحسد والطمع قال تعالى عن لسان السيده مريم عليها السلام( فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا) اية 26 سورة مريم٠ فشهر رمضان موسم للطاعه والاستغفار؛ فلا تجعله شهر طعام وشراب ولهو وسهر وتفاخر بالاموال والابناء والموائد ؛ وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام( سبعة يظلهم الله في ظله؛ يوم لا ظل الا ظله) ومن هؤلاء السبعه (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) ٠ فسارع اخي المؤمن في هذه الايام المباركه لتكن من هؤلاء السبعه؛الذين اصطفاهم الله من عبادة الصادقين المبشرين بأنهم يوم القيامه سينعمون بواسع رحمته ورضوانه؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ ولا جاه او سلطة وسلطان؛ ( الا من أتى الله بقلب سليم ) ايه 89 سورة الشعراء ؛ والفائزون حينها وحدهم من حظي ويحظى برضى الله ومغفرته الواسعه ليدخله فسيح جناته مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين ٠

٠

Exit mobile version