الهديل

خاص الهديل: مصير الحرب على لبنان لا يزال على طاولة الحوار في واشنطن بين إدارتي بايدن ونتنياهو !!

 

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

يتوجب استمرار حالة الحذر في لبنان تجاه ما يحدث على جبهة الجنوب، ويتوجب إبداء أعلى درجات الجدية بخصوص تكثيف متابعة التطورات والنقاش الذي يجري داخل إسرائيل، وبخاصة بين إسرائيل وأميركا في واشنطن حول الموقف من الجبهة الشمالية؛ أي من المواجهات التي تجري على الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

.. لو كان الحديث يدور عن دولة قائمة فعلياً، كان يمكن القول أن المطلوب من بيروت أن ترسل وفداً من الخارجية أو من أعضاء لجنة الخارجية والأمن في مجلس النواب، إلى واشنطن ونيويورك ليكون لبنان قريباً من الحوار الإسرائيلي الأميركي الجاري حالياً حول ملفين إثنين؛ الأول ملف رفح والثاني ملف الجبهة الشمالية مع لبنان.

 

.. أقله قد يكون من المطلوب أيضاً أن تتصل الدولة اللبنانية باللجنة العربية السداسية، وتطرح معها هواجسها بخصوص أن تكون تل أبيب تسعى فعلياً لإقناع واشنطن بأن عليها أن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل كي تنفذ حرباً ضد لبنان..

 

.. أكثر من ذلك، يحق للبنان – لو كان فيه دولة – أن يُعبّر داخل الأروقة العالمية عن خشيته من حصول مقايضة بين نتنياهو وبايدن بشأن المرحلة المقبلة من حرب غزة على حساب لبنان!!. فالواضح حتى الآن أن الرئيس الأميركي يمتنع عن الموافقة على حرب رفح؛ كونه لا يريد أن يرى العالم المزيد من الدماء الفلسطينية في غزة؛ فيما نتنياهو يريد دخول رفح للحصول على صورة نصر؛ وفي هذه اللحظة اتفق الرجلان على طي صفحة خلافهما حول موضوع التصويت في مجلس الأمن؛ وسيذهب وفد إسرائيلي إلى أميركا يمثل نتنياهو بأكثر مما يمثل إسرائيل للتفاوض مع إدارة بايدن على رفح وموقعها داخل مجمل المرحلة المقبلة من الحرب.. وضمن هذه الأجواء؛ هناك خشية غير قليلة من أن يكون شن حرب معينة على لبنان هو التعويض الذي سيأخذه نتنياهو من بايدن لإلغاء حرب رفح أو إرجائها..

 

بكل حال فإن لبنان لا يحاول أن يعرف ما الذي ينتظره خلال المرحلة المرئية؛ كون الدولة اللبنانية عاجزة وغائبة عن أمر يخصها يحدث في هذه الفترة بين إدارتي نتنياهو وبايدن في الولايات المتحدة الأميركية؛ ومفاده إجراء تعديلات على خطط استكمال حرب غزة والمواجهات في جبهة الشمال حسب التسمية الإسرائيلية.

 

خلال الأيام الأخيرة ارتفع منسوب التصعيد العسكري والإعلامي الإسرائيلي ضد لبنان. وقال قائد الجبهة الشمالية أن إسرائيل هي في حالة حرب مع لبنان، وأن ما يحدث لم يعد عمليات متفرقة.

 

ومن خلال متابعة الاتجاه الراهن للإعلام في إسرائيل يتضح ثلاث مفارقات هامة:

 

الأولى أن مستوطني شمال فلسطين المحتلة بدأوا يعربوا عن يأسهم من إمكانية العودة إلى مستوطناتهم على الحدود الإسرائيلية مع لبنان والسبب هو عدم ثقتهم بأن الجيش الإسرائيلي قادر على ردع حزب الله.

 

المفارقة الثانية تتمثل ببدء الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن أن حجم الدمار في الشمال كبير جداً وهو يساوي الكارثة.. وبدأ الحديث أيضاً عن أنه حينما تهدأ الأمور وتدخل الصحافة إلى مستوطنات الشمال المهجرة اليوم، سيرى الإسرائيليون أن ما حدث هو كارثة فعلية ما سيحرج حكومة نتنياهو؛ ولذلك فإن الأخير سيكون لديه مصلحة بتحرك عسكري ضد لبنان يكون محتضناً عسكرياً وسياسياً من واشنطن.

 

المفارقة الثالثة تتمثل بارتفاع حدة النقد السياسي والإعلامي في إسرائيل على نهج الرئيس الأميركي القائم على “سياسة المنع” بحق إسرائيل؛ حيث أن بايدن يريد منع الحرب ضد رفح في الجنوب، وبنفس الوقت يريد منع الحرب ضد حزب الله في الشمال؛ بينما مستوطنو الجنوب في النقب ومستوطنو الشمال في الجليل، لا يزالون مهجرين، ولا يمكن عودتهم إلى مستوطناتهم من دون القضاء على حماس وتدجين حزب الله (دائماً حسب الإعلام الإسرائيلي).

وضمن هذا الجو يلاحظ وجود محاولة كبيرة من إسرائيل للضغط على بايدن لجعله يوافق على نوع من التحرك العسكري المصحوب بحراك سياسي أميركي، تجاه كل من رفح وضد لبنان!!

حتى الآن تمانع واشنطن، وترفض بخاصة توسيع الحرب باتجاه لبنان؛ ولكن لا يمكن للبنان أن ينام على وسادة أن إدارة بايدن حالياً تمانع؛ ذلك أنه من يضمن للبنان أن تستمر ممانعة بايدن خاصة وأن العلاقة بين تل أبيب وواشنطن تمر في لحظة بورصة حسابات الانتخابات الرئاسية الأميركية المتغيرة.

Exit mobile version