خاص الهديل:
كتبت نادين زرقوط
بين حين وآخر، وخاصة في الآونة الأخيرة تصدّر طريق المطارعناوين الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي والمنصات التلفزيونية الإخبارية، مرفقةً بإرشادات إلى المواطنين لتوخّي الحذر عند سلوكه لأنه للأسف بات يعدّ “منطقة “خطيرة”، لما يشهده من حوادث تمس بالأمن والإستقرار، والمتمثلة بعمليات السلب والسرقة الـ”تشليح” وما يرافقهما من إطلاق نار على أشخاص يمرون بالمنطقة من قبل مجموعات مسلّحة ،قد تصل بعضها إلى نتائج مؤسفة وخسارة في الأرواح. وبالرغم من المتابعة والتحقيقات من قبل القوى والأجهزة الأمنية إلّا أنّها لم تستطع تحديد هوية المجرمين حتى الآن.
إحدى عمليات السرقة و”التشليح” وصل إلى حدود مخيفة ومأساوية إذ ذهب ضحيتها أناس ذنبهم أنهم مرّوا من هذا المكان وكان لهم بالمرصاد مجموعة مسلّحة “بلطجية”. وفي التفاصيل، أن سيارتين على مسلكي النفق تعرّضتا في فجر يومٍ لمحاولة سلب بواسطة السلاح، وعندما أقدم سائقا السيارتين على محاولة الفرار من المسلّحين بادرهما هؤلاء بإطلاق النار باتجاههما حيث سقط قتيل من الجنسية الفلسطينية فيما أصيب سائق السيارة التي تحمل لوحة سورية.
وفي واقعة أخرى ، أدّت عملية سرقة أخرى في منتصف الليل، بقوة السلاح إلى نهاية مأساوية، وذلك بوفاة شاب بعد أن تخللت العملية إطلاق نار من قبل المعتدين وإصابة شخصين آخرين نقلوا جميعاً إلى مستشفى الرسول الأعظم.
وآخر هذه الأحداث كانت منذ أسبوعين تقريباً حينما قامت أحد هذه المجموعات برمي الحجارة لتوقيف مغترب كان عائد إلى وطنه واعتدت عليه بغرض سلبه ، ومن ثم علق الأخير لاحقا على ما حث معه بالقول : “هيك بيستقبلونا على المطار، طرقونا حجر لنوقف ويشلحونا.. وين الدولة والأمن؟”.
رغم أن بعض الحوادث تبقى طي الكتمان، إلا أنّ بعضها ينال شهرة واسعة بحسب حجم التفاعل مع الحادثة. وكما يبدو جليّاً أن معظم هذه الحوادث تحصل في الليل أوفجراً، بغياب القوى الأمنية أو بعيداً عن أنظارها، بالرغم من تأكيد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي مراراً وتكراراً على أن أمن البلد والمواطن ممسوك، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان هذا الأمن، إلّا أنه وبالنهاية، هذه المجموعات المسلّحة، المخرّبة لا يمكن نعتها إلّا بأنها خفافيش الليل، تتسلل وراء القوى الأمنية، لتنقض على فريستها وتنال منها غير آبهة بروحها.
كما وأنّنا لا نستطيع إلقاء اللوم على الظروف المعيشية الصعبة التي يمر فيها البلد، ونقول أنها دفعت هؤلاء المجرمين بالإعتداء وقتل أناس عزّل بهدف سرقة المال.
كل ما نستطيع استنتاجه أن هذه الأحداث تمسّ حتماً بالقطاع السياحي الحيوي للبلد، كون طريق المطار هو المدخل الرئيسي للعاصمة بيروت ولبنان أجمع، ولولا الأجهزة الأمنية، جيشاً وقوى أمن داخلي قيادةً وعناصر وتفانيهم في العمل لحفظ أمن البلاد، بالرغم من ظروفهم المعيشية القاهرة التي يعيشونها جراء تدنّي قيمة معاشاتهم، نن دون ان يلتفت إليهم الأثرياء ورجال الأعمال أو غيرهم من أصحاب رؤوس الأموال، وبكل بساطة كان على هؤلاء عوضاً عن تأمين مواقف لسياراتهم الباهظة الثمن وذلك بدفع أموال لا تعد من أجل ركنها في مواقف أشهر من نار على علم، لتكون بعيدة عن أيادي السارقين، لفتةً مادية صغيرة لدعم حماة الوطن والتي تغنيهم عن ألف موقف. وليعلموا هؤلاء الأغنياء لولا الأجهزة الأمنية جيشاً كان أو قوى أمن داخلي، لكنا في خبر كان.
والسؤال هنا هو هل الفقر وحده مسؤول عن تعاظم حوادث البلطجة والسلب على طريق المطار أم أن هناك أسباب أخرى خفيّة في نفس يعقوب؟؟.