الهديل

عثر على بن لادن وحيّر الروس.. كل ما يجب أن تعرفه عن سلاح أوكرانيا “السري”

 

عثر على بن لادن وحيّر الروس.. كل ما يجب أن تعرفه عن سلاح أوكرانيا “السري”

يأخذ الصراع الروسي الأوكراني مسارات عدة منذ اندلاعه في أوائل صيف عام 2022، فجزء منه يدور على الأرض في ساحة المعركة وجزء آخر يعتمد على التكنولوجيا والبيانات والمعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي.

 

شركة “بالانتير” (Palantir) للتكنولوجيا كانت من أولى الجهات التي قدمت الدعم لكييف في حربها، كأفضل شركة تكنولوجيا عسكرية في العالم، حيث جذبت انتباه العالم عندما ترددت شائعات عن استخدام التكنولوجيا الخاصة بها لتحديد مكان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

 

ولكن في أوكرانيا، استخدمت التكنولوجيا الخاصة بالشركة جنباً إلى جنب مع “ستارلينك” الخاصة بإيلون ماسك، والتي أبقت أقماره الصناعية الجنود الأوكرانيين متصلين بالإنترنت، حيث كان لها التأثير الأكبر وساعدت جيشاً أصغر بكثير على الحفاظ على قوته ضد قوة عالمية، مما يثير تساؤلات أوسع حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب.

 

 

رؤية كاملة لساحة المعركة

 

ومن خلال معالجة كميات هائلة من البيانات، توفر الشركة للقادة الأوكرانيين رؤية كاملة لساحة المعركة، من السفن الحربية التي تبحر في البحر الأسود، إلى الدبابات التي تتحرك عبر دونباس إلى الطائرات المقاتلة التي تطلق صواريخ كروز من الجو.

 

والهدف من استخدام هذه التكنولوجيا هو أن تتخذ كييف قرارات سريعة، مما يسمح لها بالتفوق على بيروقراطية الجيش الروسي التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

 

وعلى الرغم من بعض التوتر الأولي بشأن مشاركة مثل هذه الخوارزميات القوية، يبدو أن شركة “بالانتير” وجدت شريكاً مثالياً في أوكرانيا، وهي دولة تشتهر بمشهدها التكنولوجي المزدهر.

 

في موازاة ذلك يستخدم أكثر من ألف فرد من القوات المسلحة الأوكرانية، المتمركزين في مقرات الألوية في جميع أنحاء البلاد، برنامج الشركة.

 

كذلك لدى الشركة ستة موظفين يقيمون بشكل دائم في أوكرانيا، وأجهزة “ماك بوك” الخاصة بهم مزينة بملصقات باترون، وهو كلب أوكرانيا الذي يعمل على كشف الألغام في كل مكان، وحيوانات الراكون التي تستخدم الرمح، في إشارة إلى الحيوانات التي سرقتها القوات الروسية من حديقة حيوان خيرسون.

 

 

معرفة ما يخطط له الروس

 

لكن قصة “بالانتير” أكبر من تزويد المعلومات فقط، بل تستخدم الشركة برنامجاً للذكاء الاصطناعي لتسريع عملية صنع القرار العسكري التقليدي، وفي قلب هذا الأمر يوجد برنامج MetaConstellation، وهو يسمح لأوكرانيا ببناء صورة مفصلة عما ينوي الروس فعله.

 

وتلتقط مئات الأقمار الصناعية التجارية التي تدور حول الأرض يومياً صوراً للقوات الروسية، لكن MetaConstellation تلتقط الصور الأكثر فائدة وتفصيلاً، وغالباً ما تستخدم رادار الفتحة الاصطناعية (SAR) للرؤية عبر السحب لالتقاط حشود القوات أو تحركات السفن.

 

فيما تم تطوير البرنامج في الأصل من أجل الحرب على الإرهاب، وقد تعلم جغرافية السهوب الأوكرانية والبحر الأسود بشكل وثيق، كما يعرف المناظر الطبيعية في أفغانستان والعراق.

 

ويتم بعد ذلك إضافة المعلومات المستمدة من هذه الصور إلى طبقات من المعلومات الإضافية، مثل نصائح المخبرين حول تحركات قوات العدو أو الأدلة التي توفرها المعلومات الاستخبارية التي تم اعتراضها.

 

كشف جرائم الحرب

 

وعملت شركة بالانتير في الأصل لصالح أوكرانيا مجاناً، لكن الغرب بدأ في دعم عملها في العام الماضي وكانت التكنولوجيا التي تستخدمها في المجهود الحربي مهمة للغاية.

 

والآن توسعت الشركة لتشمل جميع أنحاء الحكومة الأوكرانية، حيث تعمل في كل شيء بدءاً من إزالة الألغام الزراعية وحتى بناء ملاجئ للمدارس من القنابل.

 

كما كان أحد مشاريع الشركة الأكثر إثارة للاهتمام هو مساعدة البلاد على الكشف عن جرائم الحرب والتحقيق فيها.

 

ونظراً لانتشار الأقمار الصناعية والهواتف الذكية، يُعتقد أن الحرب في أوكرانيا هي الصراع الأكثر توثيقاً في التاريخ.

 

 

ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي للشركة للتدقيق في مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو وشهادات الشهود، سجل المدعي العام الأوكراني تفاصيل مذهلة عن 124000 جريمة محتملة.

 

يذكر أن شركة بالانتير صممت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر وتم إطلاقها في عام 2003، وتقدر قيمتها الآن بحوالي 54 مليار دولار (42.8 مليار جنيه إسترليني)، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية.

 

وشارك في تأسيسها مجموعة من رواد الأعمال في وادي السيليكون، بما في ذلك بيتر ثيل، المستثمر الملياردير والمتبرع السابق لدونالد ترامب وجي آر آر تولكين، وزميله في جامعة ستانفورد، أليكس كارب.

فيما كان من بين عملائها الأوائل وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركز

ية الأميركية، حيث استثمرت الأخيرة من خلال صندوقها الاستثماري In-Q-Tel.

 

Exit mobile version