الهديل

الراعي: لا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط 

الراعي: لا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط

اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا في يوم اثنين الفصح في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، الى ان “هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، تعالوا نسرّ ونفرح فيه”، قال فيها: “هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، تعالوا نسرّ ونفرح فيه”، قال فيها: “إنّه يوم قيامة المسيح منتصرًا على الشرّ والموت، العدوّين الأكبرين اللذين أراد أن ينجّي منهما البشريّة جمعاء. أهميّة إثنين الفصح أنّه يدشّن زمن المجد ليتورجيًّا حتّى عيد العنصرة، ومرحلة من الزمن حتى صعوده إلى السماء للإهتمام برسله الذين ضعضعتهم مأساة صلب معلّمهم وموته. فخصّهم بثلاث ظهورات. الظهور الأوّل كان لتلميذي عمّاوس في مساء يوم قيامته. رافقهما في الطريق ولم يعرفاه. ورآهما حزينين وضائعين شرح لهما الكتب بشأن المسيح وآلامه وموته وقيامته. فانشرح قلباهما. ألحّا عليه ليبيت عندهما إذ مال النهار. فعرفاه عند كسر الخبز، فغاب عنهما. وللحال عادا إلى أورشليم ليُعلما الإخوة بقيامته (راجع لو 24: 13-35). الظهور الثاني كان لتوما الرسول بعد ثمانية أيّام من عدم تصديقه الخبر من التلاميذ. ظهر يسوع وناداه ليضع إصبعه في جرحه، كما اشترط ليؤمن. فهتف توما: “ربّي وإلهي!” (راجع 20: 26-31). وهكذا شُفي من شكوكه. الظهور الثالث كان لسمعان-بطرس وبعض التلاميذ على بحيرة طبريّا. فبعد ليلة صيد فاشلة ناداه يسوع من الشاطئ ليرموا الشباك لجهة اليمين. فكان الصيد العجيب: 153 سمكة كبيرة كعلامة لعدد الشعوب الذين سيقبلون الإنجيل. وأراد الربّ تعليمهم أنّهم إذا عملوا بدونه يفشلون، أمّا إذا عملوا باسمه ومعه ينالون أينع ثمار الإنجيل. كلّ هذه الظهورات بدّلت حالة الرسل النفسيّة، إذ ردّ لهم الإيمان به، وهيّأهم لقبول الروح القدس يوم العنصرة، والتخرّج من مدرسته، فيكونوا باسمه نور العالم وأعمدة الكنيسة”.

وتابع: “عرف أبناء الكنيسة وبناتها عبر الألفي سنة إيجابيّات وسلبيّات في الإيمان والعمل. وهذا ما يجري على مسرح العالم. نذكر مآسي الحروب بين أوكرانيا وروسيا، وبين إسرائيل وفلسطين، والدول تدعم من هنا وهناك، بدون أيّ رؤية سلام، فيما الضحايا البشريّة تتكاثر، والدمار يتّسع والخسائر لا تُحصى. ولا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط. والجنوب اللبنانيّ ضحيّة بريئة في كلّ هذا. في هذه المآسي نتذكّر كلمة الربّ يسوع المشجّعة: “سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تشجّعوا أنا غلبت العالم” (يو 16: 33). إنّنا نصمد بقوّة الفضائل الإلهيّة الثلاث: الإيمان والرجاء والمحبّة.

واردف: “سعادة السفير، نرفع إلى الله مع هذا القربان نوايانا هذه كلّها، ككلّ سنة في إثنين الفصح. فنصلّي على نوايا فرنسا، صديقة لبنان، وعلى نيّة لبنان الذي أحبّته فرنسا وشعبها من القلب. فرنسا بالنسبة إلينا وإلى العالم علامة رجاء لقيم الحريّة والمساواة والأخوّة. نصلّي لكي تبقى مشعلًا ينير الطرقات نحو عالم أفضل، وإنسانيّة جديدة. نسأل الله أن يتقبّل صلاتنا على نيّة بلدينا، وأن تلمس قلوبنا نعمةُ الفصح، وتوجّه عقولنا إلى كلّ ما هو حقّ، وإرادتنا نحو ما هو عدل، وأن تبقى فرنسا ولبنان بلدي قدّيسين وقداسة. آمين”.

Exit mobile version