الهديل

خاص الهديل: أسرار فتاة أحبت عبد الحليم حافظ

خاص الهديل:

غنوة دريان:

 

  لا استثني أحدا من بنات جيلي واقول بكل الحب و الحنين الي ايام المراهقة ،ان العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ،كان فتى احلامنا جميعا بلا استثناء ، مع العندليب تعلمنا ماذا يعني الحب الاول ، والأنوثة التي بدأت تتفتح على أنغام صوت دافىء ، انا رأيت عبد الحليم كنت في سن المراهقة وكان عيد مولدي فسالني الاهل عن الهدية التي أرغب بها ،وكنا وقتها في القاهرة ،اجبت بسرعة اريد حضور حفلة عبد الحليم ،وكان لي ما أردت رايته عن قرب وهو يشدو اغنية “نبتدي منين الحكاية ” كانت عيون النساء مشدودة نحو ذلك الرجل الاسمر الذي يغني بكل جوارحه ،ربما كل امراة كانت تتمنى أن يحمل شريكها ولو بضعة من رومانسية عبد الحليم حافظ ،أما نحن المراهقات فكنا كثر في الحفلة فما أن اطل عبد الحليم حتى وقفنا وبدأنا نصفق بكل جوارحنا ،ها هو فتى الأحلام على بعد أمتار منا ،هل ينظر الي كل واحدة منا ،هل يرى مدى الإعجاب الذي نكنه له ، وفجأة شيء ما شدني الي الاسفل وصوت والدتي يرن في اذني “خلص اركزي شفتي خلصنا ” جلست اتأمل جسده النحيل وسماره الذي يشبه سمار النيل ،وبدأ يشدو بأغنية نبتدي منين الحكاية ، كنت انظر اليه بكل حواسي ،واستمع اليه بكل جوارحي ،هل ينظر الي ؟ هل يراني وانا اصفق على نغمة حلو القمر حلو؟ تلك افكار مراهقة عندما ترى أمامها ملم الرومانسية ،ولم أكن بالتأكيد المراهقة الوحيدة كان هناك المئات من كل البلدان العربية ،والتأكيد كن بفكرن مثلي اضغاص احلام مراهقة .

عندما توفي عبد الحليم بعدها بكيت بشدة وكانه احد من أفراد العائلة ،هو كذلك ،لقد غنى للحب والوطن والعروبة ،غنى لنا جميعا كبارا وصغارا ، اهواك ،حاول تفتكرني ،يا مالها قلبي ،رسالة من تحت الماء ،صورة ، فدائي ، رحل حليم ولكن اسطوانته ما زالت تزين غرفة نومي ،فأنا ابحث من خلال أغانيه، عن تلك المراهقة التي افقدها الزمن برائتها وعشقها لفارس الأحلام المثالي الذي لم يأت ابدا .

Exit mobile version