خاص الهديل:
كتبت نادين زرقوط
عملاً بقرار مجلس الوزراء رقم (5) يقدّم التوقيت المحلي ساعة واحدة خلال فصل الصيف إعتباراً من منتصف ليل آخر سبت – أحد من شهر آذار ولغاية منتصف ليل آخر سبت – أحد من شهر تشرين الأول، وهكذا قد تمّ تحديد بداية وانتهاء العمل بالتوقيت الصيفي من كل عام .
فكرة التوقيت الصيفي فكرة أميركية لكن من بدأ بتنفيذها هم الألمان سنة 1916، في مناورة لزيادة الإنتاج إلى أقصى حد خلال ساعات مضاءة بنور الشمس خلال الحرب العالمية الأولى، ولم تقرر المضي قدماً في مثل هذه الخطة إلا بعد أن أصبحت الموارد شحيحة خلال الحرب، ثم لحقت بها الولايات المتحدة بعد عامين.
منذ عام 1996 جرى العمل بالتوقيت الصيفي في كل دول الاتحاد الأوروبي، بل إن هناك بلاداً كثيرة خارج الاتحاد الأوروبي تستخدم التوقيت الصيفي مثل إيران والأردن وكندا وأستراليا، إلخ…
كما أن هناك دولاً عدة حول العالم ألغت العمل بالتوقيت الشتوي، وأصبح التوقيت المعتمد لديها طيلة السنة هو التوقيت الصيفي، ومن بين هذه الدول روسيا وبيلاروس وأوكرانيا وتركيا، ودول أخرى لا يتغير التوقيت لديها ويبقى طيلة أشهر السنة، كدول الخليج العربية، أي السعودية والكويت وقطر والبحرين حيث يبقى التوقيت فيها على أساس توقيت غرينتش زائد ثلاث ساعات، في حين يبقى التوقيت في الإمارات وسلطنة عمان على أساس توقيت غرينتش زائد أربع ساعات؛ ويبقى التوقيت في اليمن على حاله طيلة السنة، أي توقيت غرينتش زائد ثلاث ساعات
إذاً يتم استخدام التوقيت الصيفي لأسباب اقتصادية في المقام الأول، مثل توفير الطاقة من خلال الاستخدام الأفضل لضوء النهار. ويجب الترتيب مع الدول الأخرى من أجل منع حدوث “فوضى” في المواعيد وتدفق حركة المرور الدولية خصوصاً في النقل الجوي.
ومن منّا لا يذكر القرار الإستثنائي العام الماضي والذي صدر بشهر رمضان المبارك، حيث أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني القاضي محمود مكيه تأجيل تطبيق قرار مجلس الوزراء إستثنائياً والمتعلق بتقديم التوقيت المحلي، بحيث يتم تقديم الساعة ساعة واحدة اعتباراً من منتصف ليل 20 -21 نيسان 2023 تاريخ بدء العمل بالتوقيت الصيفي، بدلاً من منتصف ليل آخر سبت أحد من شهر آذار، حيث طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان.
هذا القرار أثار موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع اللبناني، والذي اعتبره البعض مستفزاً بعد أن جاء بناءً على توصية من بري، فانهالت التعليقات في الشارع الذي انقسم مجدداً بين مؤيدٍ ومعارض.
بغض النظر عن ما سبق ذكره إلّا أن مسألة تقديم وتأخير الساعة هي محطة مزعجة لدى بعض اللبنانيين إذ يقولون ” بعد ما تعوّدنا على التوقيت الشتوي بدنا نرجع نغير الساعة”، والبعض الآخر يقول “شو إلها عازة ببلدنا تقديم وتأخير الساعة، منيح يللي ما كنا شي بلد قايم على الإقتصاد والطاقة”.
هناك أحدهم من قال ضاحكاً “إلّا تقديم وتأخير الساعة، نسيو كل شي وحطّوا راسن براس هالساعة، ما هيّي ماشية ماشية، البلد يللي بدو قرارت جذرية لتنشل شعبه، ولّا ما حافظين من العشق إلّا كلمة أوحشتنا”.