الهديل

الرياض-الهديل: موسم الدرعية ما بين الماضي والحاضر

الرياض-الهديل:
موسم الدرعية ما بين الماضي والحاضر

 

جوزيف أبو خليل
في هذا الموسم وبمؤازرة وزارة الثقافة في السعودية وتنفيذ شركة “”SK Events World Wide لبست الرياض حلة جديدة عبر موسم الدرعية ما بين الماضي والحاضر.
حلة بهية، حيث كان للماضي دور فعال في العودة إلى الحاضر المشرق الذي تتمتع به السعودية اليوم في ظل التقدم المستمر المميز في شتى الميادين. لقد أقيم على أرض المملكة عرض مسرحي ضخم شارك فيه عدد كبير من الراقصين والممثلين جاءوا من بلاد عدة، حيث تناوب على إخراج هذا الحدث الفني مخرجون أجانب من عدة بلدان، كما شاركت ثلة على ظهور الخيل الأصيل المدرب وقد طغى اللباس العربي على المشهد ليجسد تلك الحقبة من التاريخ.
وكان للممثل اللبناني جوزيف أبو خليل شرف المشاركة حيث أبدع في دور الجد، كذلك الابن فارس الذي قام بأداء الدور ممثل على ظهر جواده الأسود الأصيل، ومن السعودية قام ممثلان سعوديان بلعب دور الابن والابنة. أما دور الأم والتسعون راقصاً وراقصة من بلدان أجنبية أضافوا روعة على المشهد برمته.

كان للأحصنة المدربة الدور الكبير لإظهار الفروسية العربية الأصيلة.
وعلى مدى خمسة عشر يومًا توافد السعوديون لحضور هذا العمل المسرحي الرائع، ومن بين الحضور عدد كبير من الشخصيات السعودية الرسمية.
جمال المشاهد نقل الواقع الذي رافق مراحل الدرعية منذ البدايات وحتى واقعها الحالي، وقد نال هذا الإبداع التقدير الكبير من قبل الحضور. والأداء المذهل للفرسان على ظهر الخيل الأصيل المدرب كان وقعه رائعًا. فالمروضون أدهشوا الحضور بهذا الأداء المتميز والمحترف بحركاتهم البهلوانية على ظهر الخيل على مسرح صمم خصيصًا في ضواحي الدرعية الهادئة.
تدور أحداث العرض المسرحي حول فهد الذي تربطه علاقة مميزة وقوية مع الحصان “أصايل”. عندما أصبح لفهد عائلة برز ابنه فارس الذي كان يحلم بخيول تضيء عتمة الليل كالنجوم في السماء. فنشأت علاقة قوية بين فارس ومهر التقاه يدعى أيضًا “أصايل” حيث كانا يتنقلان في مدينة الدرعية الحديثة، وفي أحد الأيام واجهتهم عاصفة رملية ضخمة اختبرا معها مرونتهم.
بعد خروجهما من تلك الفوضى يقود “أصايل” المجتمع إلى الوحدة والتصميم مما يرمز إلى انتعاش المدينة. وفي نهاية المطاف، يجد فارس عزاءه تحت شجرة مع “أصايل”، حيث تجلب فتاة صغيرة تدعى نورا لوحة للخيول، لتذكرهم برباطهم الدائم.
المشهد الأول: رابطة تشكلت
إنه يوم جميل. في الخلفية نرى المدينة والكثبان الرملية والواحة وأمامنا ستة خيول تتمايل. تظهر الخيول الجمال بأشكال مختلفة أثناء هرولتها وركضها مثل الأرواح الحرة.
يدخل فهد، وهو في أواخر العشرينيات من عمره، على المسرح ويصادق أحدهم، فنسمعه يقول “أصايل”. اتصالهم واضح عندما ينخرطون في تفاعل مرح، وهو دليل على الرابط العميق بين الإنسان والحيوان.
المشهد الثاني: أحلام في سماء الليل
مع حلول الليل، تتحول السماء إلى نسيج من النجوم التي لا تعد ولا تحصى، مما يلقي وهجًا سماويًا على الأرض. يجلس فهد، الذي أصبح الآن رب عائلة، مع زوجته وابنه الصغير فارس خارج الدرعية، ويغمرهما هدوء الليل. بينما يقوم فهد بنحت تمثال حصان لفارس، فإنه يشارك حكايات حبيبته “أصايل”، وزوجته تتذوق القهوة العربية، وهي طقوس عزيزة في أمسياتهما معًا.
يحدق فارس في السماء، ويشتعل خياله بالامتداد الشاسع للنجوم. في عين عقله، يتصور خيولًا مشعة تعدو عبر سماء الليل، وتلقي أشكالها الأثيرية وهجًا ساحرًا. بينما يتكشف حلم فارس، LED تتجسد كوكبة، وتشكل شكل حصان، بينما على خشبة المسرح، تنبض الحياة بخيول مضيئة، مما يغطي الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال حيث يتم نقل الجمهور إلى عالم الأحلام الساحر.
المشهد الثالث: الاكتشاف والاتصال
استراحة الصباح في الدرعية، تنبض بالحياة في المدينة بينما يمارس سكانها روتينهم اليومي. يستكشف فارس الصغير، الآن بمفرده، الحي ويتبادل التحيات والابتسامات مع الوجوه المألوفة على طول الطريق. تتخلل رحلته لفتات صغيرة من اللطف، مثل تلقي التمر من الجيران الودودين. في النهاية، عثر على بوابة مفتوحة قليلًا، وتمكن بكل تصميم من فتحها. في الداخل، يكتشف مشهدًا مدهشًا: مهر، يعرفه على الفور باسم “أصايل”. تشتعل شرارة عندما يقترب فارس بحذر من المهر، مستذكرًا تعاليم والده عن الخيول. من خلال الفحص والمعاينة اللطيفة والتفاعل الصبور، تنشأ علاقة مميزة بين فارس والمهر يتشاركان من خلالها أجمل اللحظات من المرح.
المشهد الرابع: سنوات من الثقة
يتكشف الوقت في مونتاج ساحر، يعرض العلاقة المتطورة بين فارس ومهره “أصايل” على مر السنين. نشهد فارس، وهو شاب الآن، يمتطي “أصايل”، وينفذ مآثر وحيلاً مثيرة للإعجاب، وهي شهادة على الثقة العميقة والتفاهم الذي ازدهر بينهما.
ومع تباطؤ الوتيرة، ينتقل المهر إلى الشوارع الصاخبة لمدينة الدرعية الجديدة، وهو دليل على تقدمها الملحوظ في المعرفة والابتكار. يتنقل فارس و”أصايل” في هذا المشهد من الحاضر مبهورين من جمال الخط والابتكار وعمق المعرفة والجمال والرقي، ورابطهما الذي لا يتزعزع مع مرور الوقت.
المشهد الخامس: من خلال الواحة والذاكرة
بينما يعود فارس و”أصايل” إلى المنزل، يمران عبر واحة، يرسم روعتها الخضراء المسرح بألوان نابضة بالحياة ويملأ الهواء برائحتها المنعشة. فارس، وهو شاب الآن، يحث “أصايل” على القيام بسباق مفعم بالحيوية عبر الواحة، والاستمتاع بالحرية والهدوء في المناطق الطبيعية المحيطة. وفي خضم الرحلة المبهجة، تتجه أفكار فارس إلى والده، وقد كان غيابه محسوسًا بشدّة ولكنه لا يزال يتذكره باعتزاز. في عين عقله، يتصوّر حصانه المحبوب، “أصايل”، يمرح بجانبهم، وهو ذكرى عزيزة تربط بين الماضي والحاضر.
المشهد السادس: محاربة العاصفة
مشهد المدينة – الموسيقى: إيقاع محلي
يجد فارس و”أصايل” نفسيهما في مساحة شاسعة من الصحراء، وقد توقفت رحلتهما بسبب هجمة مفاجئة لعاصفة رملية هائلة لم تشهد الدرعية مثلها من قبل. وتحدث الفوضى عندما تجتاح العاصفة الأرض وتبتلع كل شيء في طريقها. وسط هذه الاضطرابات، يقف فارس و”أصايل” صامدين، ويواجهان عنف العاصفة بإصرار لا يتزعزع. وسط هذا الجو المضطرب نرى فارس و”أصايل” يتنقلان بين التضاريس الغادرة، وهما يختبران قوة رباطهم أثناء قتالهما للعناصر معًا. أما مشهد حيل الحصان الناري فيجسد شدّة كفاحهما، فيختفيان في قلب العاصفة، عندها يصبح مصيرهما مجهولًا.

المشهد السابع: إعادة البناء بالقدرة والصمود
مشهد المدينة – الموسيقى: إيقاع محلي
مع تراجع العاصفة، يخرج سكان الدرعية الصامدون من الفوضى، وأرواحهم غير خائفة من الدمار. نرى فهد يدعو لفارس. بعد فترة من الوقت، استسلم وغادر المسرح، حيث كسر صوت خافت الصمت – صهيل الحصان، مما يشير إلى الأمل والمرونة. يخرج “أصايل”، وهو يقود موكبًا من النّاجين، من بين الحطام، رمزًا للوحدة والتصميم. يقود فهد “أصايل”، وبقوة متجددة، تبدأ المدينة في إعادة البناء، مدفوعةً بإحساس جماعي بالهدف. ومع ازدهار المدينة، تصبح منارة للتقدم والابتكار، تتميز بالتقدم في الأدب والفنون والثقافة والعمران والحرفية. ينبض المسرح بالحياة مع صعود طاقة المدينة، حيث ينضم المزيد من الخيول إلى الفرقة، مما يرمز إلى نمو المدينة وحيويتها. ومع تقدم الزمن، تتطور الدرعية إلى مدينة مزدهرة، تحقّق الأهداف الطموحة لرؤية 2030.
المشهد الثامن: الإغلاق
بالعودة إلى يوم هادئ في الدرعية، يجد فارس عزاءه تحت ظل شجرة مع والده الذي أصبح الآن الجد فهد، ويستريح “أصايل” بجانبه بسلام وسط تجمع من الخيول الأخرى. وفجأة، صعدت فتاة تدعى نورا إلى المسرح وهي تحمل قطعة من الورق. سلمتها إلى الجد فهد، وكشفت عن لوحة للخيول، مما أدى إلى انتشار الابتسامة على وجهه. مع تذكير لطيف بأغنية “أصايل”، تلخص لفتة نورا الرابطة الدائمة بين الرجل والحصان.
مع حلول الظلام، يسدل الستار، لتنتهي قصة الصمود والانتصار الملحمية.
الموسيقى: شعرية، ناعمة، بآلات عربية.
Exit mobile version