خاص الهديل:
بقلم: ناصر شرارة
كل الأخبار العاجلة التي صدرت من عواصم عدة في العالم خلال ليلة أمس، تحدثت عن أن إيران دخلت مرحلة ربع الساعة الأخيرة قبل توجيه عمل عسكري ضد إسرائيل، رداً على عملية قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وشريط أخبار أمس رسم ميداناً لحصول حرب بين إيران وإسرائيل ستتوسع لتدخل فيها عدة دول في المنطقة بالإضافة للولايات المتحدة الأميركية:
على الجانب الإيراني بدت صورة التطورات ذات الصلة بالإستعداد للحرب على النحو التالي:
أ- رصدت مدونة المخابرات انتلي تايمز أن طهران أجرت تغييرات في خطط رحلات الخطوط الجوية الإيرانية وشركة هان إير التي كان متوقع أن تقلع وتهبط في اسطنبول في المساء وفي الساعات الأولى من الليل… وبالتوازي جرى رصد تأخير رحلات لوفتهانزا المجدولة على طريق فرانكفورت-طهران.
ب- وزير الدفاع الإيراني قال أمس أن تعليق رحلات الطيران في أجواء طهران مرده مناورات عسكرية ستبدأ اعتباراً من منتصف الليل (ليلة أمس) بتوقيت إيران..
وفي هذه الأبناء كشفت وكالة تسنيم الإيرانية عن جانب من هذه المناورات حيث قالت أن الحرس الثوري على وشك اختبار نظام دفاع صاروخي جديد.. سيتم إطلاق الصاروخ من قاعدة صواريخ في قم واعتراضه بواسطة نظام دفاعي جديد وسط الصحراء..
وبالتوازي مع نشر هذه الأخبار أعلن مصدر عسكري إيراني أن إيران رفعت حالة التأهب القصوى في جميع أنحاء البلاد وخاصة في العاصمة طهران وتم نشر وحدات الدفاع الجوي والرادارات.
من جانبها واشنطن رفعت درجت استنفارها السياسي تأهباً لتعاظم احتمال أن تشن إيران خلال ساعات ضربة عسكرية ضد إسرائيل.
وبحسب ما كشفته المصادر الاستخباراتية الأميركية فإن المتوقع أن إيران وحلفائها سيشنون قريباً جداً، هجمات صاروخية وبواسطة مسيرات من دون طيار ضد أهداف عسكرية وحكومية داخل إسرائيل.
وعلى نحو يعكس جدية المعلومات الأميركية فإن الرئيس بايدن تقصد أن يطلق تهديداً لإيران كي يثنيها عن تنفيذ هجومها ضد إسرائيل الذي بات قريباً؛ حيث قال بايدن وهو يقف إلى جانب رئيس وزراء اليابان أنه أبلغ نتنياهو أن التزام واشنطن بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران وحلفائها قوي مثل الحديد.
وعلق مصدر أميركي على تصريح بايدن أنه لم يأت من فراغ، ذلك أن الولايات المتحدة تستعد لمساعدة إسرائيل في حرب وشيكة ستقع مع إيران. وقال المصدر ليس مستبعداً أن تقوم واشنطن وتل أبيب بهجوم مشترك ضد طهران.
من جانبها إسرائيل دعت لاجتماع عاجل يضم وزير الدفاع ومسؤولين عن قطاعات عسكرية حيوية وذلك لدراسة وتحليل الموقف والمستجدات المتسارعة التي تؤشر إلى أن إيران وحلفائها يستعدون للقيام بتنفيذ ضربة قوية ضد إسرائيل.
وقالت وكالة بلومبرج أن تل أبيب طلبت حماية واشنطن من الهجوم الإيراني الذي بات وشيكاً. وقالت الوكالة أن واشنطن ستفعل شبكة درع صاروخي في العراق وسورية والأردن ودول الخليج.
ويقول مراقبون أنه في حال استخدمت واشنطن قواعد عسكرية تابعة لها وموجودة فيول المنطقة للرد على الهجوم الإيراني؛ فهذا سيعني أن إيران سترد بقصف هذه الدول؛ ما يؤدي إلى اشتعال نار الحرب فوق جبهة مداها الجغرافية هو كل المنطقة وتبلغ مساحتها مليون كلم حسب تقرير سابق للبنتاغون.
وهذا الواقع جعل مراقبين يتوقعون أن لا تجز واشنطن نفسها بشكل مباشر بالرد على الهجوم الإيراني المتوقع؛ وبدل ذلك سوف تساعد إسرائيل بالرد من الأراضي الفلسطينية وبسلاح إسرائيلي ولكن من دون إعلان من أميركا عن تدخلها..
ساعات حاسمة ينتظرها العالم؛ فهل تحدث الحرب المدمرة التي طالما حذرت منها دول المنطقة؟؟.